- مجزرة جديدة.. الاستهداف الأخير وسط غزة طال منزلين لعائلة الشيخ علي والبيومي بالقرب من بريد النصيرات
غريب كيف للصيف والشتاء أن يتواجدا تحت سقفٍ واحدٍ،غريب كيف يمكن لمواطن لبناني أن يعيش الحرب فيما الآخر لا يشعر بها أو لا يريد أن يشعر بغيره.
هذا الوطن بشماله وجنوبه وعاصمته يزخر بكل الأطياف والطوائف والعدو يا سادة بقذائفه وبأسلحته التي تزداد في التكنولوجيا وحشية لا يميز بين لبناني وآخر،لا يميز بين مواطن وآخر.ألم يطال التدهور الإقتصادي الجميع،ألم ترخي الأزمة بثقلها على الكل،الشلل ضرب كل لبنان ولكن ما زلنا بعض الأناس يتصرفون وكأن الوضع لا يعنيهم ولكن،إن كنا فعلاً نريد الوطن للجميع علينا أن نشعر بأن الجنوب والشمال وبيروت هم واحد لا يتجزأ،من منا ليس له أقارب من الجنوب ومن منا لم يذهب إلى الجنوب في رحلة أو عطلة وعشقه عشقاً لطيبة أهله وكرم ضيافتهم وطبيعته الخلابة.
العدو الإسرائيلي ليس في وارد أن يميز بين منطقة وأخرى عندما تسنح له الفرصة لينقض على لبنان،راجعوا التاريخ وراجعوا الحروب وتعالوا يا من تتباهون بأن الحرب بعيدة عنكم لنتكلم عندما تبدأ القذائف بالسقوط في مناطقكم،أو تظنون بأن تلك الأساطيل والحشود التي باتت تحاصر لبنان من كل حدب وصوب أتت لتعزلكم عن الحرب،أو أن العدو سيفرق بين لبناني وآخر بحسب قيده أو تذكرته.
أيها اللبنانيون،أما آن الآوان كي نضع كل خلافاتنا جانباً مهما كانت معقدة ونلتفت جميعاً إلى معاناة إخوتنا في الجنوب،جنوبنا بأشجار الزيتون المعمرة يتعرض للقصف المدمر والجنوبيون باتوا مهجرين داخل وطنهم وتجار الأزمات ينهشون أموالهم لتأجيرهم بيتاً،هل سنقبل بأن يتعرض اللبناني الجنوبي للإذلال ونقف مكتوفي الأيدي،ألم نتعلم من الحروب شيئاً.
نتبجح بالوحدة الوطنية وبأننا نريد لبنان ال١٠٤٥٢ كلم٢ وطناً نهائياً لجميع أبنائه ولكن أين نحن من الإيمان بالحلم وتنفيذه والتضامن مع بعض كي تبقى الأرض صامدة بوجودنا وكي نبقى نحن متجذرين في أرضنا ومتمسكين ال١٠٤٥٢ كلم٢.
الخطر يحدق بنا جميعاً إن قرر العدو الإسرائيلي أن يوسع قطر حربه ويجعلها إقليمية بمساعدة حلفائه الذين لا يرون إلا مصالحهم في لبنان،الخطر يحدق بنا جميعاً لأننا بدون رئيس جمهورية وبدون حكومة فاعلة،نحن لسنا بخير ولكن ثمة أناس يطيب لهم العبث وتطيب لهم الفوضى وهم أصل البلاء على لبنان فإلى متى سنقف في ظل إصبعنا والبلد ينزلق من تحت أيدينا،أتريدون أن ننتظر كي يحترق كل لبنان وبعدها نبكي على الأطلال ونضرب على رأسنا بالندم فيما وجودنا جميعاً كلبنانيين مهدد وكل دخيل علينا ينتظر فرصته لإقتطاع غنيمة من لبنان.
المدخل الوحيد لإنقاذ لبنان هو التضامن والتكافل بيننا والتوجه لإنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة فعالة وفاعلة تحمي قرارات لبنان وتضعه على السكة السياسية الصحيحة وعلى التوجه الإقتصادي الناجع للتعافي.
واجبنا اليوم دعم الجنوب بكل ما توفر لدينا وواجبنا اليوم استعادة زمام الأمور إقتصادياً وسياسياً بكل التزام وبكل ترفع عن الخلافات،لبنان ليس بفئة واحدة دون أخرى بكل هو بكل هذه الفسيفساء الجميلة التي تجعله وطن رسالة العيش المشترك.
يكفينا بث للسموم ويكفينا إزدراء بما يجري في الجنوب،الجنوب لمن لا يعرف ولمن لا يذكر،جزء من حلم ال١٠٤٥٢ كلم٢،هو جزء بشعبه وهويته من لبنان وكل مواطن يستشهد فيه أو يتدمر منزله او يتهجر مع عائلته ويخسر أرضه هو خسارة لنا جميعاً ولا تصب إلا في مصلحة العدو.