خاص: يعاني قطاع غزة والضفة الفلسطينية من تلوث بيئي كبير على المستويات كافة، إذ لعب الاحتلال ومستوطناته دوراً كبيراً في تلويث البيئة بطرق مباشرة وغير مباشرة.
ولم يتوقف الاحتلال عند إلقاء النفايات الصلبة فقط بل ألقي أيضاً بالنفايات الخطرة المكونة من مواد كيماوية سامة مثل الرصاص والزنك والنيكل إضافة إلى النفايات المشعة.
واستخدم الاحتلال الأراضي الفلسطينية كملجأ للتخلص من نفاياتها الخطرة الأمر الذي كان له تداعيات خطيرة على الوضع البيئي في فلسطين.
وقال الخبير في الزراعة والبيئة نزار الوحيدي، لـ"الكوفية" إن عناصر المأساة البيئية بدأت من تكديس كم كبير جدا من البشر في منطقة لا تستوعب قدرتها البيئية هذا الكم، متهماً الاحتلال بتعمد افساد الحياة وافساد البيئة في غزة للتخلص من سكانها بالقتل الجديد القتل البيئي.
وأضاف الوحيدي، أن ما ألقي على غزة خلال اعتداءات الاحتلال ما بين 2000 إلى 2021 من قنابل محرمة فاق كل الحدود، وأن الاحتلال استهدف مناطق زراعية على طول الحدود الشرقية للقطاع من خلال رشها بالمبيدات السامة.
وبين أن رذاذ هذه المبيدات مجهولة النوع والكم والتوقيت، مشيرا إلى أن كل مواطن غزي نال نصيبه من مبيدات الاحتلال سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتابع، "عندما قمنا بإعداد تقرير حول آثار عدوان عام 2008 على غزة كانت النتيجة تضاعف الإشعاع الطبيعي في التربة في غزة عدة أضعاف، كما ارتفعت الكثير من العناصر أكثر من 30 ضعفا مثل الزنك ومجموعة من المعادن الثقيلة"، وأن اليورانيوم المنضب استخدم بالتأكيد، وشوهدت آثاره لكن منع عنا حتى تحليل عيناته.
وأوضح، أن المهندسة والباحثة الإيطالية التي كانت تزور غزة وحملت العينات ووعدت بتحليلها اختفت نتائجها ومُنعت من العودة إلى فلسطين مجددا، مشيرا إلى أن معدلات الإصابة بالسرطان تضاعفت في غزة إلى جانب طفرات نباتية مختلفة، كموت الكائنات الرعوية مثل الأرانب والماعز والأبقار، بالإضافة إلى ما أضاب التربة الزراعية، وكل الشواهد تشير إلى تأثرها إما بمواد سامة أو بعناصر ومعادن ثقيلة أو بالإشعاع.
وفي نفس السياق قال الخبير البيئي مروان حداد، إن المحاولات مستمرة منذ بدأت فكرة الهجرة والاستيطان في فلسطين، حيث توجد 23 منطقة صناعية تنتج مخلفات يتخلص منها المستوطنون داخل 3 أحواض جوفية في الضفة الفلسطينية.
وقال منسق تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان عماد أبو شمسية، إن ما تم توثيقه منذ سنوات طويلة من خلال نقل مخلفات لها علاقة بالمفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة، وتحديدا في صحراء بني نعيم وأيضاً في أقصى جنوب يطا، يثبت علمياً أن الاحتلال استخدم الجبال والكهوف في تلك المنطقة لنقل مخلفات لها علاقة بالمفاعل النووي ومخلفات سامة تقتل التربة الفلسطينية والانسان الفلسطيني.