اليوم الخميس 28 مارس 2024م
إصابات بالاختناق في اقتحام الاحتلال لمدينة البيرةالكوفية مراسلنا: شهيدان في قصف الاحتلال منزلا لعائلة معمر في منطقة ميراج جنوبي خان يونسالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تقصف منزلا لعائلة عابدين شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تعتقل ثلاثة مواطنين من عقربا جنوب نابلسالكوفية مراسلنا: مصابون في قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين جنوبي مخيم الشاطئ في مدينة غزةالكوفية مراسلنا: قوات الاحتلال تنفذ أحزمة نارية على مناطق جنوب شرق مدينة غزة بالقرب من دوار الكويتالكوفية "الخارجية" ترحب بالتدابير الاحترازية الجديدة من محكمة العدل الدوليةالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 174 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الصليب الأحمر: تلقينا العديد من المناشدات من محيط مجمع الشفاء الطبي ولم نتمكن من المساعدةالكوفية الصليب الأحمر: يجب اتخاذ كافة التدابير لحماية الطواقم الطبية والمدنيين في غزةالكوفية الصليب الأحمر: العمليات العسكرية في مستشفيات الأمل والشفاء ومجمع ناصر مقلقة للغايةالكوفية الأوقاف: 120 ألف مصلٍ أدوا اليوم صلاتيّ العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصىالكوفية الاحتلال يعتقل 6 مواطنين من الخليلالكوفية الصحة: ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 32552 شهيدا و74980 مصاباالكوفية مراسلنا: شهداء ومصابون في قصف الاحتلال بناية سكنية في حي تل الهوا جنوبي مدينة غزةالكوفية مراسلنا: مصابون في قصف الاحتلال مبنى سكنيا قرب برج الوحدة في حي النصر غربي مدينة غزةالكوفية إعلام الاحتلال: منفذ عملية الأغوار ضابط في أحد الأجهزة الأمنية ولا يزال حر طليقالكوفية حزب الله: استهدفنا تجمعا لجنود العدو في محيط موقع جل العلام بالأسلحة الصاروخيةالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تدمر بنايات سكنية في مدينة الزهراء شمال مخيم النصيرات وسط القطاعالكوفية الخارجية الأمريكية: لا موقف لدينا الآن من أمر محكمة العدل لإسرائيل لكننا نطالب بإدخال مزيد من المساعداتالكوفية

عمالقة خارج السيطرة

12:12 - 17 أكتوبر - 2021
محمود حسونة
الكوفية:

سبع ساعات فقط انقطع خلالها ال«فيسبوك» و«واتس أب» و«إنستجرام» أربكت العالم، وألقت بظلالها على حياة الناس اجتماعياً واقتصادياً، سبع ساعات عاش البعض خلالها في حالة عزلة إجبارية لا تختلف عن العزلة التي فرضها «كورونا» على البعض سوى أنها كانت عزلة عن العالم وليست عن الأسرة والأهل، كما أنها كانت عزلة لمجموعات وليست عزلة أفراد، أحس معها الكثيرون أن العالم أصبح مملاً بلا جديد تنقله هذه المنصات وبلا تواصل من خلالها.

اقتصادياً، حضر حديث الخسائر المليونية والمليارية حيث قدرت بعض المؤسسات الاقتصادية ووسائل الإعلام خسائر مارك زوكربيرج مؤسس «فيسبوك» ومالك المنصات الثلاث بسبعة مليارات من الدولارات، وقدرتها مصادر أخرى بستة مليارات، وذلك بواقع مليار دولار لكل ساعة، لتتراجع ثروته إلى ١٢٢ مليار دولار ويتغير موقعه بين أثرياء العالم، فتراجع إلى المركز الخامس بدلاً من الرابع.

عاصفة أعطال «فيسبوك» وأشقائه لم تنل فقط من ثروة زوكربيرج ولكنها تسببت في خسائر إجمالية تصل إلى 114 مليار دولار، سواء بين انخفاض في إيرادات المنصات، وتراجع في القيمة السوقية وتأثير على الاقتصاد العالمي وتأثير سلبي على مكانة شركات عملاقة أخرى في سوق المال، وهو ما يكشف عن أن «فيسبوك» لم يعد مجرد منصة للتواصل الاجتماعي، ولكنه أصبح وحشاً اقتصادياً، وعملاقاً اجتماعياً، ولاعباً سياسياً خارج عن السيطرة، يؤثر أكثر مما يتأثر، ويحكم ويتحكم، ويفضح ويشوه، ويروج الشائعات بين أرجاء الكوكب، ويمنح الأكاذيب رداء الحقائق، ويسهم في نشر التمرد والعصيان.. وأصبح جامعاً للبنائين الذين يبغون التعمير الاجتماعي ونشر الفضيلة بين الناس والتواصل بما يفيد الأفراد والمجتمعات، كما أنه جامع للهدامين والمخربين الذين يكرسون حياتهم للإفساد بين الناس ويسعون لهدم الكوكب وإعادة بنائه على مقاسهم وحدهم دون غيرهم.

شهادة فرانسيس هوجن مديرة المنتجات السابقة في «فيسبوك» ضده لا تكشف مستوراً، وإعلانها أن الشركة تعطي الأولوية للربح على حساب الصالح العام ليس مفاجأة، وقد يكون الجديد فقط أن أحداً من داخل المطبخ الفيسبوكي قرر فضح الشركة أمام العالم بالمستندات وليس بالمعلومات غير الموثقة.

 «فيسبوك» أصبح دولة أعظم في العالم تمتد مساحتها على امتداد الكوكب، ويقترب عدد سكانها من نصف عدد سكان العالم بعد أن تجاوز عدد مشتركيه ثلاثة مليارات، ومتوسط الوقت الذي يقضيه كل شخص على هذه المنصة ٥٨ دقيقة، أي أن البشرية تقضي ما يقرب من ثلاثة مليارات ساعة يومياً في رحاب دولة زوكربيرج، وهو ما دفعها لأن تمنح نفسها الحق لأن تكون الأداة التي تلاعب بها مخابرات الدول الكبرى بعضها بعضاً، لتصبح وسيلة تدخل في الانتخابات وتأثير على اتجاهات الناخبين، وأن تكون القوة التي ترفع مرشحاً لا يستحق إلى القمة، وتهوي بآخر يستحق إلى القاع. وفي دول أخرى كانت المنصة التي أشعلت انتفاضات ليس بهدف تغيير أنظمة حكم فقط ولكن أيضاً بهدف إسقاط دول وتقسيم أخرى، ونشر الفتنة بين أفراد الشعب الواحد وبين شعوب دول شقيقة ومتجاورة.

 ليس «الفيسبوك» وحده الذي يتم توظيف البيانات والمعلومات المتداولة عليه إلى معاول هدم أحياناً ومواد بناء أحياناً أخرى، وإنما قد يكون الأكثر شعبية والأكثر تأثيراً حول العالم، ولأن الزمن لا يعود إلى الوراء، فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي حقيقة في حياتنا لا يمكن الاستغناء عنها أو تهميشها، ولو فكر أحد في تهميش أحد هؤلاء العمالقة فبين عشية وضحاها سيحل محلها آخر ويتحول إلى عملاق في ساعات، ولنا في الأزمة الأخيرة دروس حيث كان عطل «فيسبوك» و«واتس أب» و«إنستجرام» لسويعات فرصة لازدياد عدد مشتركي منصات «سيجنال» و«تليجرام» وغيرهما أضعافاً، وبالتالي لن يكون الحل سوى في إصدار القوانين والتشريعات الدولية التي تحاصر انفلات هذه المنصات، وتراقب ما ينشر عليها بشكل غير منحاز وتجريدها من الألعاب السياسية، وضبط الإعلانات التي تبث عبرها، وإجبارها على ألا تكون وسائل إعلام جديدة وألا تتجاوز كونها وسائل تواصل.

 قد يكون هذا الكلام صعباً أو مستحيل التحقيق، ولكنها أفكار ينبغي طرحها للنقاش المجتمعي أملاً في الاهتداء إلى وسيلة تقاوم فلتان هذه المنصات وأملاً في أن تتحول من أدوات هدم إلى منصات بناء.

الخليج الاماراتية

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق