- مسيرتان إسرائيليتان تقصفان الضاحية الجنوبية لبيروت
مع اقتراب موعد انتهاء المهلة التي مُنحت لنتنياهو لتشكل حكومة يمينيّة، وفي وقتٍ تتزايد فيه العقبات التي تحول دون التوصل إلى اختراق في المفاوضات الجارية بين مركبات "معسكر التغيير" لتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة حزب "يمينا" بزعامة بينيت و"تكفا حدشا" برئاسة ساعر إلى جانب "ييش عتيد" و"العمل" و"كاحول لافان" و"ميرتس"، في هذه النقطة المتقاطعة يبدو أن الساحر نتنياهو أخذ يفقد بعضا من سحره، حتى أن موشيه غفني، رئيس كتلة "يهودوت هتوراة" الحريدية المؤيدة بشكلٍ حاسم ودائم وجه له انتقادات حادة كونه حسب رأيه لا يبذل جهودا كافية لضم كلٍ من ساعر وبينت اللذين قد يتوجهان إلى دعم حكومة تتشكّل من مركبات "معسكر التغيير".
خلاصة تراجع سحر الساحر، أن نتنياهو بدأ يستوعب ضرورة التخلي عن منصب لرئيسٍ الحكومة لصالح مرشح يميني آخر لمدة عام على الأقل، بهدف تشكيل حكومة يمينيّة واسعة تقطع الطريق على تشكيل حكومة من "معسكر التغيير"، لذلك لجأ نتنياهو إلى خدعة جديدة في سابقة غريبة مقترحا على أرييه درعي رئيس حزب "شاس" ووزير الداخلية الحالي تولي منصب رئيس الحكومة بالتناوب خلال السنة الأولى وذلك بهدف تسهيل الأمر على ساعر الذي يرفض الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو. وحسب المصادر الإسرائيليّة فإنّ قيادات من حزب "الليكود" حملت هذا الاقتراح الرامي إلى أن يتسلّم نتنياهو بعد عام من رئاسة درعي رئاسة الحكومة، هذا الأخير رفض الاقتراح، مشيرا أنّه ليس معنيا بمنصب رئاسة الحكومة، وهكذا سقط أحد أشكال الاحتيال التي عمد إليها الساحر.
على ضوء رفض درعي هذا المقترح المفاجئ، توجّه نتنياهو من جديد إلى الشريك "البريء" بيني غانتس رئيس حزب "كاحول لافان" للانضمام إلى حكومة يتولى رئاستها في السنة الأولى، وبحيث يتولى نتنياهو المنصب لسنتين متتاليتين على أن يعود غانتس لرئاستها في السنة الرابعة مع احتفاظه بمنصب وزير الحرب، هذا المقترح كان غانتس قد تقدم به في وقتٍ سابق إلّا أنّه رُفض تماما من قِبل نتنياهو، هذا الأخير أعاد مجددا إحياء المقترح بعد أن طلب من أحد زعامات الحريديين التوسّط لدى غانتس للقبول به بحيث يبدو أن المجموعات والتكتلات الحريديّة من خلف هذا الاقتراح وتدعمه، إلّا أنّ غانتس وربما لشكوكه المتزايدة بعد احتيال نتنياهو عليه إثر تشكيل الحكومة الحالية، ربما ما زال متخوفا من كمين أعده الساحر له، لذلك، فليس هناك استجابة حتى الآن، على الأقل من قبل غانتس الذي ما زال يراهن على إمكانية نجاح "معسكر التغيير" في تشكيل الحكومة بعد فشل نتنياهو في ذلك.
لم يتبق سوى أسبوع على نهاية الأجل الأول المتاح لنتنياهو لتشكيل الحكومة، ولأن هناك توجها لدى رئيس الدولة إلى عدم التمديد له، حسب المصادر الإعلامية فإن مركز "الليكود" منح نتنياهو حرية التفاوض خلال المفاوضات الائتلافية، بما في ذلك التعهد بدفع قوائم أو منح مرشحين مواقع مضمونة على قائمة "الليكود"، ما يشكّل تنازلا مهما من قِبل قيادات "الليكود"، التي ربما تفقد مناصبها الموعودة في الحكومة المقترحة في حال احتلال القوائم الأخرى لهذه المناصب، ما يشير إلى أن اليأس انتقل من نتنياهو إلى حزبه، الذي بات يريد تشكيل الحكومة بأي ثمن حتى لو تنازلت بعض قياداته عن حصصها في الحكومة المرتقبة.
وقد يكون المقترح المقدم لغانتس من قبل الساحر، آخر ما في جعبة هذا الأخير من عمليات خداع واحتيال بهدف شق صفوف "معسكر التغيير"، وهو ما فطن إليه غانتس مع أن هذه الفطنة قد غابت عنه في تجربة التناوب الأولى والجارية حتى الآن، مع ذلك فإنّ تفاهمات بينهما حول ما يجري في القدس المحتلة والسياسة الأمنية التي يجب اتباعها مع قطاع غزّة ربما تشكل قاسما مشتركا للتوافق بينهما ما يمكن معه القول، إنّ الساحر قد استعاد قدراته وتعويذاته من جديد.
الأيام