نورهان أحمد: يصادف اليوم السبت 13 مارس/آذار يوم الجريح الفلسطيني، وتأتي ذكرى هذا اليوم في ظل تزايد معاناة الجرحى الفلسطينيين، مع استمرار اعتداءات الاحتلال والمستوطنين وتطبيق الخطة الأمريكية للتسوية المعروفة بـ "صفقة القرن"، إلى جانب الانقسام الفلسطيني، وسوء أحوال اللاجئين الفلسطينيين.
ويذكر أن الرئيس الراحل ياسر عرفات أصدر مرسومًا رئاسيًا في 13مارس/آذار1968، يقضي بتحديد هذا اليوم من كل عام ليكون يومًا للجريح الفلسطيني.
وجاء المرسوم الرئاسي لاحقًا لإنشاء "مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى" عام 1965، بهدف رعاية أسر الشهداء ومتابعة شؤون الجرحى؛ تقديرًا لدورهم الرائد في مسيرة الثورة الفلسطينية؛ وذلك من خلال تقديم الخدمات لأسر الشهداء والجرحى وضحايا الحروب مع الاحتلال الإسرائيلي.
جرحى غزة
ويمثل يوم الجريح يومًا وطنيًا وفاءً للجرحى وتذكيرًا للعالم بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، ولا شك أن معاناة الجرحى في قطاع غزة مضاعفة جراء الحصار المطبق على القطاع منذ 15 عاماً، مع ما يرافقه من إمكانيات طبية غير كافية ونقص كبير بالمستلزمات الطبية.
كما يعتبر القطاع الصحي في غزة الأكثر تضرراً بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وقد تفاقمت الحال بفعل نقص في عدد كبير في الأدوية واللوازم الطبية في المستشفيات الحكومية التي هي المتنفّس الوحيد للجرحى والمرضى.
وفي ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات، يعمد عدد كبير من مصابي مسيرات العودة الكبرى في غزة لشراء الأدوية من خارج المستشفيات، مما يضاعف معاناتهم المادية.
ورغم مأساوية حالات بعض الجرحى، فإن الاحتلال لا يسمح بخروج المحتاجين إلى رعاية صحية متقدمة في كيان الاحتلال أو الدول المجاورة، ما أدى إلى استشهاد عدد من المرضى بسبب المماطلة والعراقيل الإسرائيلية.
لذلك، يحتاج هؤلاء الجرحى إلى جميع مكونات شعبنا وفصائله كي تطرق أبوابهم وتطلع على معاناتهم، حتى تتكشف جرائم الاحتلال للرأي العام الدولي.
الانتفاضة الأولى والثانية وهبة النفق
حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد جرحى الانتفاضة الأولى "الحجارة" خلال الفترة "1987- 1993" نحو 130,000 فلسطيني؛ في حين بلغ عدد جرحى هبة النفق التي استمرت ثلاثة أيام "25-26-27" من شهر مايو/ أيلول عام 1996 نحو 1600 جريح؛ وبلغ عدد جرحى الانتفاضة الثانية "الأقصى" 29 أيلول 2000 - 31 كانون أول 2008 نحو 35,099 جريحًا.
العدوان على قطاع غزة
حسب وزارة الصحة، بلغ عدد الجرحى الفلسطينيين في حرب إسرائيل على قطاع غزة عام 2008م نحو 5450 جريحًا؛ وفي حربها عام 2012 نحو 1526 جريحًا؛ وفي حربها عام 2014 حوالي 11 ألف جريح.
إغلاق بوابات الأقصى وإعلان ترامب ومسيرات العودة
بلغ عدد الجرحى في هبة إغلاق البوابات نحو 1400 جريح، ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وصل عدد الجرحى خلال العام 2017 حوالي 8.300 جريح، منهم 5.400 جريح؛ وذلك عقب الإعلان الصادر عن الرئيس الأمريكي ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017؛ فيما بلغ عدد الجرحى في قطاع غزة 9.520 جريحاً منذ انطلاق مسيرات العودة يوم 30 آذار 2018 في ذكرى "يوم الأرض" وحتى أواخر يوليو/تموز 2018.
مطالبات بمنح الجرحى حقوقهم
من جانبها طالبت اللجنة العليا لجرحى مسيرات العودة الكبرى، اليوم السبت، جميع المؤسسات الحقوقية والدولية بمنح الجرحى الفلسطينيين حقوقهم كاملة غير منقوصة.
ودعت اللجنة في بيان لها بمناسبة يوم الجريح الفلسطيني، مؤسسة أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير إلى اعتماد جميع الجرحى وخاصة جرحى مسيرات العودة الكبرى اعتمادًا ماليًا كحق ثابت لهم كفله القانون الفلسطيني والمراسيم الرئاسية.
وقالت اللجنة في بيان، إن يوم الجريح الفلسطيني يمثل يومًا وطنيًا بامتياز يتم إحياؤه من خلال تنظيم فعاليات رسمية وشعبية وطنية وفاءً وتقديرًا لتضحياتهم ومعاناتهم المتواصلة، وتذكيرًا للعالم بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين.
وأضاف "تمر الذكرى 53 ليوم الجريح الفلسطيني والجرح ما زال ينزف دماءً وتضحيات لا تقدر بثمن.. تمر هذه الذكرى ونحن مازلنا على عهد الشهداء والجرحى الميامين، نقف معهم وإلى جانبهم، نقدم لهم الخدمات المختلفة وفاءًا وواجبًا وتقديرًا لدورهم الريادي في تغيير معادلة الصراع مع المحتل الإسرائيلي".
يأتي يوم الجريح الفلسطيني علينا كفلسطينيين، لنحفظ لهؤلاء الأبطال تضحياتهم ونحاول تعويضهم عن معاناتهم المستمرة، بعدما أصيب العديد منهم بإعاقات دائمة، تسببت في امتداد معاناتهم إلى كل تفاصيل حياتهم اليومية.