كشف فارس عفانة، مسؤول الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة، عن واقع صحي وصفه بـ«المدمّر» في شمال القطاع، في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية واستمرار أزمة السولار ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخاله، ما فاقم الكارثة الإنسانية بشكل غير مسبوق.

وفي تصريحات خاصة لقناة الكوفية، أكد عفانة أن نفاد الوقود أدى إلى توقف عدد من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، إضافة إلى شلل تام في عمل سيارات الإسعاف والطوارئ، ما يعرّض حياة آلاف المرضى والجرحى للخطر، خاصة في المناطق الشمالية من القطاع.

وأشار إلى أن القيود المشددة التي يفرضها الاحتلال على عمل المنظمات الدولية، إلى جانب تدمير المخازن الطبية ونفاد الأدوية واستهداف المستشفيات، جعلت الطواقم الطبية عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات الصحية، ووضعت القطاع الصحي على حافة الانهيار الكامل.

وأوضح عفانة أن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءًا مع المنخفض الجوي والبرد القارس، حيث تضاعفت معاناة المواطنين والنازحين، وسُجلت حالات غرق لعدد كبير من الخيام، خاصة على شاطئ البحر، ما زاد من معاناة العائلات التي فقدت المأوى والدفء.

وناشد مسؤول الإسعاف والطوارئ المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية التدخل العاجل، والضغط من أجل إدخال السولار والمستلزمات الطبية بشكل فوري، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي ينذر بكارثة إنسانية وصحية لا يمكن احتواؤها.