انطلاق أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية بشأن اعتراف إسرائيل بما يسمى "أرض الصومال"
نشر بتاريخ: 2025/12/28 (آخر تحديث: 2025/12/28 الساعة: 18:20)

القاهرة - انطلق، اليوم الأحد، في مقر الأمانة العامة، الاجتماع الطارئ للمندوبين الدائمين بالجامعة العربية بطلب من الصومال، وبرئاسة دولة الإمارات المتحدة، بشأن اعتراف إسرائيل بما يسمى "أرض الصومال"، بحضور الأمين العام المساعد بالجامعة العربية السفير حسام زكي، وعدد من ممثلي الدول الأعضاء بالأمانة العامة.

وترأس وفد دولة فلسطين في الاجتماع مندوب فلسطين بالجامعة العربية السفير مهند العكلوك، والمستشار أول تامر الطيب من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.

وقال العكلوك، إن دولة فلسطين تؤكد دعمها المطلق لوحدة جمهورية الصومال الفدرالية وسيادتها واستقلالها السياسي، بما يضمن لشعب الصومال الشقيق حقه في العيش بأمن وسلام واستقرار، اتساقا مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي.

وتابع: كما تعبر فلسطين عن رفضها وإدانتها لاعتراف إسرائيل قوة الاحتلال غير القانوني، بأحد أقاليم جمهورية الصومال الفدرالية، المُسمى بإقليم أرض الصومال، ورفضها لأي خطوات تدعم الانفصال او تضفي شرعية عليه، أو تمس بسيادة الصومال ووحدته، وتقوض استقراره.

وأكد أن هذا الاعتراف المرفوض يعتبر جزءا من محاولات إسرائيل، بوصفها قوة استعمارية تعمل على زعزعة الامن والسلم الدوليين، خاصة الأمن الإقليمي والعربي، والتي تصر على تهديد المنطقة وإبقائها في حالة من عدم الاستقرار، محذرا من هذا التحرك الإسرائيلي الشاذ عن ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ومخالفة القواعد الآمرة للقانون الدولي، والمبادئ الدولية المستقرة بعدم المساس بوحدة وسلامة أراضي الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

كما دعا السفير العكلوك، المجتمع الدولي ومجلس الأمن، والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأفريقي، إلى اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، على المستويات القانونية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، والتحول من الإدانة ووصف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية، إلى تطبيق العقوبات ضد إسرائيل، بما في ذلك المقاطعة الاقتصادية، وتفعيل آليات العدالة الدولية ضد الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية، وتجميد مشاركتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما نصت قرارات جامعة الدول العربية.

وحذر، من أن إسرائيل كانت قد استخدمت ما يسمى أرض الصومال في إطار مخططاتها لتهجير ابناء شعبنا، خاصة من قطاع غزة، وعليه تؤكد دولة فلسطين رفضها التام للمخططات الإسرائيلية للتهجير القسري لشعبنا تحت أي شكل أو مسمى، وتعتبره خطاً أحمراً وتحذر من تساوق البعض مع هذه الطروحات المرفوضة.

وأكد مندوب فلسطين بالجامعة، رفضه القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، ومحاولات تغيير التركيبة الديموغرافية في الأرض الفلسطينية، باعتبار ذلك صورة من صور جريمة الإبادة الجماعية وانتهاكاً جسيماً للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وتقويضاً للجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والدائم.

بدوره، أكد سفير جمهورية الصومال الفيدرالية والمندوب الدائم لدى الجامعة العربية علي عبدي، إن ما أعلنت عنه حكومة الاحتلال الإسرائيلي من اعتراف مزعوم بإقليم الشمال الغربي بالصومال ما يسمى "إقليم أرض الصومال" هو عمل عدواني واستفزازي ومرفوض جملة وتفصيلا، ويشكل انتهاكا فاضحا وغير مسبوق للقانون الدولي، ولقرارات الأمم المتحدة، والميثاق جامعة الدول العربية والإتحاد الإفريقي، ويمثل تحديا سافرًا لإرادة المجتمع الدولي واستخفافًا بالنظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول.

وقال: نجتمع اليوم في ظرف بالغ الخطورة للتباحث حول اعتداء الاحتلال على وحدة وسيادة جمهورية الصومال، مشددا على أن هذا الإجراء الإسرائيلي يعتبر باطلا ومرفوضا وعديم الأثر، ولن يغير من الحقيقة الثابتة، وهي أن إقليم الشمال الغربي المسمى بـ "أرض الصومال" جزء لا يتجزأ من أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية، وأن وحدتنا الوطنية غير قابلة للمساومة أو التفكيك.

وأضاف، إن هذا التصرف الخطير لا يمكن فصله عن نهج عدواني مستمر يسعى إليه الاحتلال، أساسه تقويض شرعية الدول وإشاعة الفوضى، ودعم النزعات الانفصالية، وبعد حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الشقيق، واليوم يعمل على دعم كيان انفصالي في الصومال سعيا في تحقيق التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه.

وأكد، أن الصومال لن يكون طرفا في أي مسعى لتهجير الأشقاء الفلسطينيين من أرضهم، وسنعمل خلال فترة عضويتنا في مجلس الأمن 2025-2026 وخلال رئاستنا الدورية للمجلس في شهر يناير 2026، على إفشال تلك الخطط والوقوف في وجه الأطماع الإسرائيلية الفجة.

وشدد على أن الصومال لا يرى في هذه الخطوة مجرد اعتداء إسرائيلي آخر على دولة عربية أخرى بل يعتبره اعتداءً مباشراً ومساسا بالأمن القومي العربي ككل، وأمن الملاحة في البحر الأحمر.

ودعا مندوب الصومال، الدول العربية الشقيقة إلى الوقوف بحزم ضد هذه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد دولنا العربية، والعمل على وضع سياسات جادة للحد دون تكرارها واستمرارها.

يذكر أن مشروع جدول أعمال المجلس سيبحث إدانة اعتراف إسرائيل بأقاليم الشمال الغربي بالصومال ما يسمى إقليم أرض الصومال والتضامن مع جمهوريه الصومال الفيدرالية في مواجهه الاعتداء على سيادتها ووحده أراضيها.