غزة.. خارطة طريق للكرامة الوطنية: من الطوارئ إلى الشرعية الديمقراطية
نشر بتاريخ: 2025/12/26 (آخر تحديث: 2025/12/26 الساعة: 16:26)

 

في لحظة حرجة تعيشها غزة، تأتي مبادرة الكرامة الوطنية برؤية واضحة لإدارة وإعمار القطاع، طرحها الدكتور حازم عوني الصوراني، رئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية، لتعيد القضية الفلسطينية إلى مسار إنساني وسياسي متوازن، بعيدًا عن الفوضى والتسييس الذي أنهك المجتمع.

تقوم الخارطة على أربع مراحل مترابطة، كل منها يحمل رسالة واضحة: الإنسان قبل كل شيء، والكرامة خط أحمر.

المرحلة الأولى: الطوارئ الوطنية (0 – 90 يومًا)

تهدف هذه المرحلة إلى إنقاذ الإنسان وضبط الفوضى واستعادة الحد الأدنى من النظام والخدمة.

تتشكل هيئة إدارة طوارئ مدنية مستقلة، تشرف على توحيد قواعد البيانات لضمان العدالة في توزيع المساعدات، وإشراك لجان مجتمعية رقابية لمنع الفساد. كما تولي هذه المرحلة حماية الأطفال والنساء وكبار السن، مع توفير دعم نفسي أولي، وتعزيز السلم الأهلي.

مخرجات المرحلة: انتظام العمل الإغاثي، عدالة التوزيع، واستعادة الثقة الأولية بين الناس والإدارة.

المرحلة الثانية: الاستقرار المجتمعي (3 – 12 شهرًا)

تتركز على إعادة بناء الثقة بين المواطنين والإدارة، وتقوية مؤسسات المجتمع المدني، وتمكين المبادرات الشبابية والنسوية. كما تشمل برامج دعم نفسي واسع للأطفال والأسر المتضررة اقتصاديًا.

مخرجات المرحلة: استقرار مجتمعي نسبي، مؤسسات خدمية فاعلة، وتماسك اجتماعي متجدد.

المرحلة الثالثة: الإدارة الانتقالية والإعمار (12 – 36 شهرًا)

الهدف هنا هو إطلاق إعمار حقيقي ومستدام، مع إدارة مدنية انتقالية مستقلة تعتمد الشفافية والمساءلة، وفصل العمل الخدمي عن الصراع السياسي.

خطة الإعمار الوطنية تمنح الأولوية للسكن والبنية التحتية والمرافق الحيوية، وتشغيل اليد العاملة المحلية، مع منع استغلال المشاريع لأغراض ربحية على حساب الناس.

مخرجات المرحلة: مؤسسات مستقرة، إعمار يخدم الناس، وبيئة جاهزة للانتخابات.

المرحلة الرابعة: الشرعية والانتخابات (بعد 36 شهرًا)

تختتم الخارطة بتحقيق الشرعية الديمقراطية عبر انتخابات حرة ونزيهة بإشراف وطني ودولي، مع نقل السلطة سلميًا لإدارة منتخبة، وإنهاء دور الإدارة الانتقالية.

المحصلة النهائية: شرعية من الشعب، استقرار سياسي وإداري، وغزة مُدارة بإرادة أهلها.

مبادئ تنفيذية ضامنة

لا إقصاء، لا هيمنة، لا عسكرة، والكرامة الإنسانية خط أحمر، مع الشفافية والمساءلة والشراكة الوطنية، والانفتاح الدولي دون وصاية.

الخلاصة:

خارطة الطريق هذه ليست مجرد نظرية سياسية، بل مسار إنقاذ وطني واقعي. إنها تحاكي الطرح المحلي في غزة، وتنسجم مع السياق الإقليمي، وتقدم إطارًا مقبولًا دوليًا، لأنه يضع الإنسان في المقدمة ويعيد لغزة حقها في الحياة والكرامة.