الاقتصاد الأمريكي يخسر 15 مليار دولار أسبوعيا إثر الإغلاق الحكومي
نشر بتاريخ: 2025/11/06 (آخر تحديث: 2025/11/06 الساعة: 19:09)

مع دخول الإغلاق الحكومي الأمريكي أسبوعه السادس، بدأت تداعياته تتجاوز حدود الشلل الإداري لتتحول إلى أزمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة.

وبينما تتفاقم الخسائر اليومية وتتعطل برامج الدعم الاجتماعي الحيوية، وجّه الرئيس دونالد ترامب انتقادات حادة لحزبه الجمهوري محمّلا الإغلاق مسؤولية خسائر الانتخابات المحلية الأخيرة، في وقت حذّرت فيه بلومبيرغ من آثار مالية عميقة قد تُضعف النمو وتترك "ندوبا دائمة" في الاقتصاد الأميركي.

ومع تصاعد الغضب الشعبي وتآكل الثقة في المؤسسات، تبدو واشنطن غارقة في مأزق سياسي يهدد بتقويض مكانة أكبر اقتصاد في العالم.

"الإغلاق أضر بالجميع وأضعف الجمهوريين"

وقال ترامب خلال اجتماع إفطار مع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في البيت الأبيض، وفق ما أوردت صحيفة بوليتيكو، إن "الإغلاق كان عاملا سلبيا كبيرا للجمهوريين"، مضيفا: "كانت ليلة مثيرة، وتعلمنا منها الكثير، لكن من الواضح أنها لم تكن جيدة لأي طرف".

وأقرّ الرئيس الأميركي بأن خسارة حزبه في انتخابات حكّام ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي، وكذلك في سباق رئاسة بلدية نيويورك، تعود جزئيا إلى "التعبئة الضعيفة لقاعدته الانتخابية"، وفق نتائج استطلاعات الرأي التي أشار إليها خلال الاجتماع.

وأضاف ترامب "الاستطلاعات تقول إن غيابي عن ورقة الاقتراع أثّر سلبا في الإقبال، لا أعرف مدى صحة ذلك، لكنني أعده تكريما لي أن يقولوا هذا".

دعوة لإلغاء قاعدة التعطيل

واستخدم ترامب الاجتماع لتكرار دعوته إلى إلغاء قاعدة التعطيل التي تمنع تمرير القرارات في مجلس الشيوخ دون أغلبية 60 صوتا، قائلا "إذا لم نلغها الآن، فسيفعلها الديمقراطيون عندما يعودون إلى السلطة. سيكون ذلك خطأ فادحا".

لكن دعوته قوبلت بفتور من غالبية الجمهوريين في المجلس، الذين يرون أن الإجراء قد يقوّض التوازن التشريعي ويخلق سابقة سياسية خطيرة.

آثار اقتصادية كارثية للإغلاق

وبينما تتواصل الأزمة السياسية في واشنطن، كشفت بلومبيرغ أن الإغلاق الحكومي الحالي أصبح الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، متجاوزا الرقم القياسي البالغ 35 يوما المسجل في 2019.

وقالت الوكالة إن الإغلاق كلّف الاقتصاد الأميركي ما بين 10 إلى 30 مليار دولار أسبوعيا، وفق تقديرات متعددة، مشيرة إلى أن الخسائر "تستقر في المتوسط عند نحو 15 مليار دولار أسبوعيا".

فقدان الثقة في مؤسسات الدولة بات أحد أخطر نتائج هذا الإغلاق الممتد في أميركا بلا أفق واضح (الأناضول)

وأوضحت بلومبيرغ أن الاقتصاد الأميركي "لم يعد قادرا على امتصاص مثل هذه الصدمات بسهولة كما في الماضي"، بسبب ضعف سوق العمل، وتزايد القلق الشعبي من التضخم، وتراجع ثقة المستهلكين.

ونقلت عن الخبير الاقتصادي في بنك باركليز، جوناثان ميلار، قوله "تاريخيا، لم تتسبب الإغلاقات الحكومية في كوارث اقتصادية، لكن هذه المرة مختلفة".

خسائر مباشرة للأسر والشركات

وتقدّر وكالة الميزانية في الكونغرس أن استمرار الإغلاق حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني سيخفض معدل النمو في الربع الرابع بنحو نقطتين مئويتين، بينما لن يُستعاد ما لا يقل عن 14 مليار دولار من الناتج المحلي حتى بعد إعادة فتح الحكومة.

أما على المستوى الاجتماعي، فتشير بلومبيرغ إلى أن نحو 42 مليون أميركي فقدوا أو سيفقدون الوصول الكامل إلى المساعدات الغذائية ضمن برنامج الدعم المعروف باسم "سناب".