احتجاجات ضد المستوطنين المستعمرين
نشر بتاريخ: 2025/11/05 (آخر تحديث: 2025/11/05 الساعة: 21:26)

ما زال التحالف بين الأحزاب اليمينية السياسية المتطرفة مع الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة، قائماً، قوياً، يقود سياسات المستعمرة الإسرائيلية وخياراتها التوسعية، وعدم الاستجابة لأي من حقوق الشعب الفلسطيني الثلاثة بل ورفضاً لها وعداء لمضمونها : 1- المساواة في مناطق 48، 2- الاستقلال لمناطق 67، 3- العودة للاجئين.

ما زال التحالف اليميني بجناحيه السياسي والديني قوياً فارضاً نفسه على مؤسسات صنع القرار، انعكاساً لنتائج الانتخابات، وإفرازات صناديق الاقتراع، وتبرز حصيلة عمله، ومظاهره في التعامل مع أهالي قطاع غزة، وحجم قتل المدنيين منذ 7 أكتوبر 2023، ومع أهالي الضفة الفلسطينية، بالقتل سواء على يد المجرمين المستوطنين المستعمرين الأجانب، أو على يد جيش الاحتلال وبحمايته.

مظاهر الاحتجاج الإسرائيلي بطيئة خجولة، ضد ممارسات الحكومة والجيش والمستوطنين، ودوافعها بالتأكيد ليست تعاطفا أو تضامنا مع الشعب الفلسطيني، ولكن حالة الحرج الإسرائيلي الظاهرة من قبل بعض الشرائح والقيادات، على خلفية المغالاة في قمع الفلسطينيين مما تسبب لهم بالحرج أمام الأوروبيين والأميركيين وأمام العالم.

شريط الفيديو الذي تسرب من سجن سِدّي تيمان العسكري المخصص لاعتقال الأسرى الفلسطينيين من أهالي قطاع غزة بعد معركة 7 أكتوبر 2023، تسرب بشكل مقصود من قبل المدعية العسكرية العامة اللواء يفعت تومر يروشالمي، وهو تسريب من جانبها أعقبها تقديم استقالتها من الجيش، وتتضح معطيات التسريب والاستقالة والاختفاء واعتقالها مع زوجها، أن دوافع القضية سياسية هدفت منها المدعية العامة إحراج المؤسسة العسكرية، وفضحها وعدم رضاها عما يفعله جنود الجيش بحق الأسرى الفلسطينيين من بطش وممارسات لا تحتمل، مهما كانت دوافعها ثأرية، فهي عدوانية عنصرية متطرفة.

خيار المدعية العسكرية لجيش الاحتلال، ضد سلوك الجيش بحق الفلسطينيين، دوافع ضميرية إنسانية، دفعت قيادات سياسية حزبية برلمانية للتعبير عن امتعاضها مهما كان ذلك متواضعاً، ولكنه مظهر احتجاجي، نظراً لما خسرته المستعمرة من تأييد أوروبي، انتقل من موقع دعم تأسيس المستعمرة طوال عشرات السنين إلى موقع النقد لها وضدها بعد أكتوبر 2023.

في مقاله يوم 3/11/2025، الذي نشرته هآرتس، أورد عودة بشارات تحت عنوان "شركاء بجرائم الضفة"، عن رموز إسرائيلية عبرت عن عدم رضاها عما يفعله الجيش والمستوطنون في الضفة:

رئيس المعارضة يائير لبيد كتب في موقع إكس يقول: "هل هذا نحن؟ هل هؤلاء يهود أبناء الشعب الذي عرف المشقات والاضطهاد؟؟ من هم الذين يحرقون البيت، ويحرقون الحقول، ويضربون المزراعين، بينما جيشنا، يحمي هؤلاء المجرمين؟؟ حتى الشرطة التي مهمتها الحفاظ على سلامة الجميع، تخون مهمتها، أنا أشعر بالغربة هنا؟؟".

ونقل على ليبرمان قوله: "أعمال تخريب الممتلكات التي تُرتكب في مناطق يهودا والسامرة -الضفة الفلسطينية- هي غريبة عن مواقفي ومبادئي كرجل يميني".

وبيني غانتس قال من على محطة كان 11: "أشعر بالخجل والعار، أين الجيش، أين الشرطة، ليس فقط لا يوقفون المجرمين، بل هم يحمونهم".

هؤلاء الثلاثة قادة أحزاب المعارضة في الكنيست، ولكن أرييه درعي رئيس حزب شاس الحليف في حكومة نتنياهو لم يصمت عما يجري من جرائم في الضفة الفلسطنيية، بقوله: "هؤلاء باسم الدين يشعلون النار، ويقتلعون أشجار الزيتون يا للعار؟؟".

حالة من الاحتجاجات تجتاح قطاعات إسرائيلية، على خلفية ما يفعله المستوطنون ضد الممتلكات الفلسطينية بحماية جيش المستعمرة، ومهما بدت هذه الاحتجاجات متواضعة، ولدوافع مختلفة، ولكنها هامة، على الطريق في تعرية سلوك قيادات المستعمرة أمام العالم.