واشنطن تُرحّل مذيعًا بريطانيًا لانتقاده "إبادة غزة"
نشر بتاريخ: 2025/10/27 (آخر تحديث: 2025/10/27 الساعة: 18:23)

لندن - قالت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن وزارة الأمن الداخلي والمدافعين عن الحقوق المدنية إن سلطات الهجرة الأميركية اعتقلت المعلق السياسي والصحفي البريطاني سامي حمدي وألغت تأشيرته وأعلنت عن خطط لترحيله بدلا من السماح له بإكمال جولته الخطابية في الولايات المتحدة.

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين أن حمدي موجود في حجز إدارة الهجرة والجمارك (ICE).

وكتبت ماكلولين على منصة التواصل الاجتماعي X: "في عهد الرئيس ترمب، لن يُسمح لأولئك الذين يدعمون الإرهاب ويقوضون الأمن القومي الأمريكي بالعمل أو زيارة هذا البلد".

وكان حمدي، المعروف بانتقاده الصريح للسياسات الغربية في الشرق الأوسط ودفاعه عن الحقوق الفلسطينية، قد تحدث يوم السبت في حفل أقامه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا.

وكان من المقرر أن يلقي كلمة في فعالية أخرى لمنظمة كير في فلوريدا يوم الأحد، لكن تم احتجازه في مطار سان فرانسيسكو الدولي قبل رحلته.

في بيان، أدان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) الاعتقال، ووصفه بأنه اختطاف وانتهاك صارخ لحرية التعبير.

وقالت المنظمة إن حمدي استُهدف "لأنه تجرأ على انتقاد الإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية".

وقالت منظمة كير إن "اختطاف صحفي ومعلق سياسي مسلم بريطاني بارز أثناء جولة له في الولايات المتحدة لأنه تجرأ على انتقاد الإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية يعد إهانة صارخة لحرية التعبير".

وصرح نائب مدير منظمة كير، إدوارد أحمد ميتشل، بأن محامي المنظمة لم يتمكنوا من الاتصال بحمدي حتى مساء الأحد.

وأشار إلى أن حمدي نفى سابقًا أي ارتباط له بجماعات متطرفة أو مسلحة.

وظهر حمدي بشكل متكرر في وسائل الإعلام البريطانية والدولية، حيث كان منتقدًا صريحًا للحرب الإسرائيلية على غزة وما يصفه بالمعايير الغربية المزدوجة تجاه الشرق الأوسط.

وقد جعلته تحليلاته خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي استمر عامين، صوتًا بارزًا في النقاشات العالمية حول السياسة الخارجية الأمريكية والبريطانية.

وحثّ ناشطون محافظون في الولايات المتحدة إدارة ترمب علنًا على ترحيل حمدي.

وأعلنت الناشطة السياسية اليمينية المتطرفة لورا لومر، المعروفة بخطابها المناهض للإسلام وارتباطها الوثيق بالجناح الشعبوي لترمب في الحزب الجمهوري، مسؤوليتها عن اعتقال حمدي يوم الأحد.

وكان لومر قد ترشحت للكونغرس مرتين من قبل، وكانت منتقدًا صريحًا لسياسات الهجرة والنشاط المؤيد للفلسطينيين.

ومنذ يناير/كانون الثاني، شنت إدارة ترامب حملة قمع شاملة على الهجرة والزوار الأجانب، وكثّفت الرقابة على أنشطة وسائل التواصل الاجتماعي، وألغت تأشيرات الأفراد المتهمين بـ"دعم الإرهاب". ومن بين هؤلاء الطلاب وحاملي البطاقة الخضراء الذين أعربوا عن دعمهم للفلسطينيين أو انتقدوا خرب "إسرائيل" في غزة.

وتشمل الحالات الأخيرة أفراداً تم إلغاء تأشيراتهم بعد أن زُعم أنهم أشادوا بمقتل الناشط المحافظ تشارلي كيرك أو انتقدوا سياسات الحرب الإسرائيلية عبر الإنترنت.

وقد أثارت تصرفات الإدارة إدانة منظمات الحقوق المدنية، التي تزعم أن إنفاذ قوانين الهجرة في الولايات المتحدة يتم استغلاله لإسكات منتقدي "إسرائيل" وقمع الأصوات الإسلامية والمؤيدة للفلسطينيين.

ويأتي اعتقال حمدي وسط انتقادات دولية متزايدة لدعم الحكومة الأميركية لإسرائيل والقمع المتزايد للنشاط المؤيد للفلسطينيين داخل الدول الغربية.

وطالبت منظمة كير بالإفراج الفوري عن حمدي، ودعت المنظمات الحقوقية وأعضاء الكونجرس إلى التدخل، محذرة من أن ترحيله من شأنه أن يشكل سابقة خطيرة للصحفيين والناشطين الذين يتحدون السياسات الأميركية أو الإسرائيلية.