غياب الحنكة السياسية.. ضياع للقضية الوطنية
نشر بتاريخ: 2025/09/17 (آخر تحديث: 2025/09/17 الساعة: 18:23)

إن الواقع السياسي الفلسطيني، الذي أثرت به الحرب على قطاع غزة من جهة والتصعيد الإسرائيلي المستمر بالضفة الغربية والعمل على ضمها وتهويد القدس المحتلة من جهة أخرى ، تأتي كلها مجتمعة في ظل غياب الحنكة السياسية والرؤية الوطنية الواحدة الموحدة تحت مظلة الإجماع الوطني الموحد ، وهذا يعود لعدة أسباب أهمها، أن الواقع السياسي الفلسطيني يعيش حالة انقسام بين شطري الوطن النازف منذ أكثر من 17 عاما ، الأمر الذي ترك آثار سلبية مدمرة على كافة معالم القضية وعناوين الصراع ، الذي لشعبنا الفلسطيني به كافة الثوابت والحقوق المشروعة ، التي أقرتها واعترفت بها كافة المواثيق والأعراف الدولية، وعلى رأسها إقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران.

إن غياب الحنكة السياسية وقت اندلاع الحروب والنزاعات وحتى الاختلافات والانقسامات الداخلية، لم يأت من فراغ مطلق ، بل جاء نتيجة اختلاف الرؤى و غياب التوجهات الموحدة، ذات الهدف الواحد المبني على قاعدة وطنية أساسية، عنوانها الرئيسي " كلنا للوطن " ، لأنه في حالة غياب الشعار الوطني" "كلنا للوطن" ، تطفو على السطح نظرة التطلع للواقع بالعين الواحدة، والنظر للوطن ضمن رؤية حزبية ضيقة ، لا تخدم المصالح الوطنية ، بل تخدم الأجندات الخاصة، التي هي تماما عكس التوجهات العامة للمواطن ، الذي ينظر للوطن أنه الماضي والحاضر والمستقبل الذي يضمن له كافة حقوقه الإنسانية والسياسية، من اجل العيش في كنف دولة المؤسسات الحقيقية المبنية على الانتماء والوفاء للقضية ، وعلى العطاء المستمر من أجل تحقيق الهدف السامي الذي يسعى له المواطن جاهدا ، ألا وهو عالم الإنسانية والديمقراطية، الذي يعزز فيه روح الانتماء الوطني للأرض والقضية برؤية شمولية قادرة على الانجاز بكل ثقة وامتياز.

إن غياب مفهوم الحنكة السياسية عن الحالة الوطنية يعزز مفاهيم سلبية عديدة منها ، تعزبز الانقسام وثقافة الاختلاف، التي سوف تعمل على تيه القضية، وتجعل المواطنة مجرد اسم دون فعل أو انتماء ، لأن المواطنة تحتاج إلى تعزيز ثقافة الانتماء الحقيقي المتبادل بين المواطن ووطنه ، لكي تجعله إنسانا منتجا وواثقا وايجابيا وفاعلا ، ضمن علاقة تبادلية ذات قواسم مشتركة هادفة وبناءة.

رسالتنا...

رسالتنا في ظل الواقع السياسي الفلسطيني لا بد من الاحتكام للحنكة السياسية، لأنها لغة العقل الإنساني والضمير الوطني وقت الحروب والأزمات والاختلافات وتعدد التوجهات، لأن الحنكة السياسية الجدار الأخير لحماية الطموحات والتطلعات الوطنية، القائمة على تحقيق المصلحة العامة للجميع دون استثناء أو احتواء.