نتنياهو يهدّد بقصف غزة على طريقة "درسدن".. ما هي "طريقة درسدن"؟
نشر بتاريخ: 2025/08/14 (آخر تحديث: 2025/08/14 الساعة: 20:53)

نقلت قناة (نيوز ماكس) الأمريكية، عن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو قوله: "يمكننا قصف غزة كما قصف الحلفاء مدينة درسدن بألمانيا في الحرب العالمية الثانية، ولدينا القدرات الكافية لمحو غزة من على الخريطة".

 

هذا التشبيه أثار جدلاً واسعًا، لأنه يستحضر واحدة من أكثر عمليات القصف الجوي إثارة للجدل في التاريخ، والتي عُرفت باسم "طريقة درسدن".

ما هي "طريقة درسدن"؟

تشير "طريقة درسدن" إلى حملة القصف المكثفة التي نفذها الحلفاء وخاصة القوات الجوية البريطانية (RAF) وسلاح الجو الأمريكي (USAAF) على مدينة درسدن الألمانية بين 13 و15 فبراير/شباط 1945.

استخدمت الحملة آلاف الأطنان من القنابل الحارقة والانفجارية، ما أدى إلى اندلاع عاصفة نارية هائلة التهمت المدينة، ودمرت أحياءها بالكامل.

كيف نُفذت "طريقة درسدن"؟

المرحلة الأولى: القصف التمهيدي: قاذفات بريطانية ألقت قنابل شديدة الانفجار لتدمير أسطح المباني وفتحها أمام النيران.

المرحلة الثانية: القنابل الحارقة: تم إلقاء آلاف القنابل المملوءة بالفوسفور والمغنيسيوم لإشعال حرائق ضخمة.

العاصفة النارية: التقاء الحرائق وارتفاع الحرارة لأكثر من 1,500 درجة مئوية خلق دوامة هوائية سحبت الأكسجين من الشوارع، ما أدى إلى اختناق آلاف الأشخاص في الملاجئ.

القصف المتعاقب: بعد ساعات، عادت الموجة الثانية من القاذفات لاستهداف فرق الإطفاء والناجين، ما ضاعف حجم الكارثة.

الحصيلة الإنسانية والدمار وعدد القتلى:

التقديرات تتراوح بين 25,000 و35,000 قتيل، معظمهم من المدنيين.

الدمار المعماري: أكثر من 75% من مركز المدينة دُمّر بالكامل، بما في ذلك الكنائس والمتاحف والمعالم التاريخية.

الأثر النفسي: تحولت درسدن إلى رمز عالمي للدمار الشامل الناتج عن القصف الجوي.

من جانبه، علّق المؤرخ والناشط عزيز المصري على تصريحات نتنياهو قائلاً: "جميع المؤرخين الأوروبيين، ومنهم المتخصصون في تاريخ الحرب العالمية الثانية، وكثير من المؤرخين الإسرائيليين أيضًا، أكدوا أن ما حصل في غزة فاق وتعدّى أضعاف ما حصل في مدينة درسدن الألمانية.. وهذا ليس من اليوم، بل منذ عام كامل، فكيف بدمار اليوم؟"

وأضاف: "نتنياهو في رسالته إلى قيادة جيش الاحتلال قال صراحة في عملية احتلال غزة: لا أريد رؤية مبنى واحد قائم. ثم يأتي ويقول لم نفعل بعد ما فعلناه في درسدن الألمانية. بمعنى آخر، هو يقول: أنا لست مجرمًا لأنني لم أستخدم بعد سيناريو هيروشيما، في إشارة إلى ما قد يحدث لاحقًا في غزة المدينة."

وتابع المصري: "يديعوت أحرونوت ذكرت صباح اليوم في تقرير موسع أن المعركة في مدينة غزة ستكون معركة أبراج وعمارات وأنفاق، وأنها إن بدأت لن تنتهي قبل عام 2026. لكن نصف مدينة غزة مدمر بالكامل اليوم، فأي أبراج يتحدثون عنها؟"

وأردف: "تابعت لقاء نتنياهو عبر أحد تطبيقات الأخبار الأمريكية، وتصادف في نفس اليوم خطاب له في حفل الاستقلال الأمريكي بالقدس، وكلا الخطابين كان فيه يقول للعالم: أنا مجرم حرب، شئتم أم أبيتم."