دلياني: تحوّل في خطاب المؤثّرين الأميركيين يُعرّي النُخبة السياسية أمام فظائع الإبادة الإسرائيلية
نشر بتاريخ: 2025/08/05 (آخر تحديث: 2025/08/05 الساعة: 11:46)
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: "الانقلاب الأخلاقي والسياسي الجاري في أوساط مؤثري المحتوى الرقمي على منصات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة الأميركية لم يَعُد مجرّد تصدّع في جدار التأييد الأعمى لدولة الإبادة الإسرائيلية، بل بات تحوّلًا نوعيًّا يُعيد تشكيل منظومة خطاب السياسة الخارجية داخل المجتمع الأميركي، ويضعها وجهًا لوجه أمام جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا في غزة".
 
جاءت تصريحات القيادي الفتحاوي في سياق موجة التحوّلات اللافتة في مواقف رموز إعلامية ومؤثرين أميركيين بارزين، كانوا حتى عهد قريب يتبنّون خطابًا منحازًا بلا شروط لدولة الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن تنفجر أمام أعينهم حقائق المجازر والتجويع والتطهير العرقي التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق شعبنا
 
وأشار دلياني إلى أن أسماءً مثل كانديس أوينز، التي لطالما شكّلت جزءاً من ماكينة الدعاية الصهيونية، قد كسرت حاجز الصمت، ووصفت جرائم الاحتلال العسكري في غزة بأنها إبادة جماعية صريحة. وأضاف أن المذيعة ميغين كيلي أعلنت أنّ "إسرائيل جعلت من نفسها شرّاً في نظر العالم"، في حين وصفت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين جرائم الاحتلال بأنها إبادة، وهو توصيف قانوني وسياسي لم يكن مألوفًا على هذا المستوى من الخطاب بين رموز المحافظين الأميركيين.
 
ولفت دلياني إلى أنّ هذا التغيير لا يقف عند حدود التصريحات، بل يمتد إلى البنية الإعلامية المؤثرة في تشكيل الوعي الانتخابي، حيث باتت منصات كبرى كبرنامج "جو روغن"، وأصوات محافظة مثل تاكر كارلسون، مايكل نولز، مات والش، وروس دوثات، بالإضافة إلى جيل كامل من صانعي المحتوى الرقمي على منصات تيك توك و"إكس"، يضعون جرائم الابادة والتطهير العرقي الإسرائيلية تحت المجهر، ويحمّلون الطبقة السياسية الأميركية مسؤولية التواطؤ والشراكة فيها.
 
وفي سياق الأثر الانتخابي المباشر لمثل هذا التحوّل، شدّد دلياني على أن الانتصار الذي حققه زهران ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في سياق سباق الانتخابات البلدية لمدينة نيويورك، بما تحمله من مركز قوة صهيوني تقليدي، بالتوازي مع تسجيل أكثر من ٧٠٠ ألف صوت احتجاجي عبر "الحركة الوطنية للامتناع عن التصويت"، يُظهر أنّ الأصوات الرافضة للإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال بدعم من النُخَب السياسية الأميركية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لم تَعُد هامشية، بل بدأت تتحوّل إلى قوة ضاغطة داخل المشهد الحزبي والمؤسساتي الأميركي.
 
وأبرز دلياني تراجع نسب التأييد الشعبي لدولة الاحتلال بحسب استطلاع "غالوب" الذي صدر بداية هذا الشهر، والذي أظهر انخفاضاً إلى أقل من الثلث بشكل عام، وانحدارًا إلى ٨٪ فقط بين قواعد الحزب الديمقراطي، ما يعكس انكشاف الرواية الإسرائيلية أمام جمهور لم يعد يتقبّل التبريرات الدعائية لجرائمه بحق شعبنا.
 
واختتم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتأكيد على أن هذا التحوّل يُمثّل خطوات أولية، بطيئة ولكن واثقة، لانطلاقة عصر سياسي جديد في الولايات المتحدة، تُجبَر خلاله النُخَب الحاكمة على التفاعل الجاد مع مشروعية النضال الوطني الفلسطيني، أو مواجهة سقوط أخلاقي أمام جيل يُعيد تعريف العدالة والمساءلة خارج دوائر النفوذ الصهيوني التقليدية.