عقد المؤتمر الدولي في نيويورك برعاية سعودية فرنسية لبحث فرص الوصول لحلول تفاوضية سلمية مستقبلية من أجل الوصول لحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ، ومبادرة المرجعية العربية التي اطلقتها المملكة العربية السعودية ضمن قرار عربي موحد في جامعة الدول العربية عام 2002 ، هي خطوة مهمة وشجاعة ويحتاج لها شعبنا الفلسطيني في هذا الوقت بالذات ، لأن هذا المؤتمر ينطلق من إيمانه بعدالة القضية الفلسطينية والوصول للحرية والاستقلال والدولة المستقلة.
إن المؤتمر الدولي برعاية السعودية وفرنسا والذي حاز على مشاركة أكثر من 100 دولة عربية وعالمية يعتبر انجاز يستحق الإشادة به ، لأنه جاء هذا الحشد الدولي في ظل استمرار الحرب والعدوان المتواصل على قطاع وإغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمعابر والمنافذ الإنسانية لأكثر من أربعة شهور ، مما أحدث مجاعة على أرض الواقع في قطاع غزة، ولهذا يتوقع من المؤتمر الدولي والدول المشاركة الوقوف بجانب شعبنا الفلسطيني إنسانيا وسياسيا بشكل فاعل ومستمر، ومطالبة المؤتمر بوقف الحرب بشكل دائم ونهائى ووقف والاستيطان وتهويد المقدسات وإنهاء الحصار وإعادة الاعمار في غزة.
إن المؤتمر الدولي برعاية السعودية وفرنسا يفتح آفاق مستقبلية من أجل امتداد كسب التأييد العالمي لأوسع تضامن ومشاركة تعمل على تحقيق فرصة التمهيد لخارطة طريق عبر مفاوضات سلمية جديدة ، من خلال مؤتمر عالمي يحمل على عاتقه وضع النقاط فوق الحروف وإيجاد القواسم المشتركة ، لتعزيز مدخلات ومخرجات الحل السلمي التفاوضي للوصول لحل الدولتين.
إن المؤتمر الدولي لتعزيز فرص الوصول للسلام لا بد أن يلاقي الحشد والدعم والتأييد عربيا وعالميا من خلال إطلاق الحملات الدبلوماسية بشكل يضمن الوقوف في وجه التحديات والعراقيل التي من الممكن أن تعيق إنجازات المؤتمر الحالية والقادمة.
المطلوب اليوم من جامعة الدول العربية أن تقوم بعقد مؤتمر على مستوى وزراء الخارجية العرب، من أجل دعم خطوات السعودية وفرنسا التي تمهد لتعزيز فرص الحلول السلمية عبر حل الدولتين، وهذا من خلال تشكيل جامعة الدول العربية برنامج عربي موحد عبر عدة طواقم دبلوماسية ومهنية للانطلاق عالميا من أجل الترويج لنفس الهدف والرؤية التي تبناها المؤتمر الدولي، حتى يكون سبتمبر القادم عنوانا عالميا في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، من أجل أن يكون مضمون الخطاب الموحد، دعم فرص الحلول السلمية وفق تنفيذ حل الدولتين برعاية أممية.
وهنا عربيا نشكر كافة جهود الأشقاء العرب الداعمين للقضية الفلسطينية ، وهنا نذكر الجهود المكثفة والمشكورة التي تبذلها جمهورية مصر العربية عبر وزير خارجيتها بدر عبد العاطي، الذي يعمل على مدار الساعة بكل تفاني وجهد كبير مع وزراء الخارجية العرب من أجل توحيد الموقف العربي الداعم للمؤتمر الدولي ، كما نشكر كافة المواقف المتقدمة الإيجابية للدول الأوروبية على طريق التقدم والإنجاز نحو مشروع عربي عالمي للسلام.