وكالة الصحافة الفرنسية: نخشى وفاة مراسلينا جوعا في غزة
نشر بتاريخ: 2025/07/22 (آخر تحديث: 2025/07/22 الساعة: 10:23)

عبرت وكالة الصحافة الفرنسية، الثلاثاء، عن قلقه البالغ تجاه الظروف التي يعايشها مراسلوه في قطاع غزة، وخشية وفاة مراسلي الوكالة جوعًا، وسط حرب الإبادة وعمليات التجويع.

وقالت، في بيان لها، الثلاثاء، إنه من دون تحرّك عاجل، فإنّ آخر الصحافيين الذين يغطّون ما يحدث في غزّة سيواجهون خطر الموت.

وأوضح البيان أن وكالة الصحافة الفرنسية (AFP) تتعاون منذ مطلع عام 2024 مع صحافية متعاونة في النصوص، وثلاثة مصوّرين، وستة متعاونين في الفيديو، في قطاع غزّة، بعد مغادرة طاقمها الأساسي للمنطقة.

ولفت أنهم من بين القلائل الذين لا يزالون ينقلون ما يجري هناك، في ظلّ منع "إسرائيل" دخول الصحافة الدولية إلى القطاع منذ قرابة عامين.

وأشار أن من بين هؤلاء الصحفي بشار، الذي يتعاون مع وكالة الصحافة الفرنسية منذ عام 2010، بدايةً كمساعد صحافي، ثم كمصوّر متعاون، ومنذ عام 2024 كمصوّر رئيسي في القطاع.

وأضاف البيان "في يوم السبت 19 تموز/يوليو، تمكّن بشار من نشر رسالة عبر فيسبوك قال فيها: لم أعد أملك القوة للعمل في وسائل الإعلام. جسدي هزيل ولم أعد قادرًا على الاستمرار".

وتابع "بشار، البالغ من العمر 30 عامًا، يعيش ويعمل في ظروف مشابهة لتلك التي يعيشها جميع سكّان غزّة، متنقّلًا من مخيّم إلى آخر هربًا من القصف الإسرائيلي، ومنذ أكثر من عام، وهو يرزح تحت وطأة الفقر المدقع، ويواصل عمله في ظروف تهدّد حياته، ويعاني من أوضاع صحية خطيرة، في ظلّ انعدام النظافة والإصابة المتكرّرة بأمراض معويّة حادّة".

وأوضحت الوكالة أنه منذ شباط/فبراير، يعيش بشار وسط أنقاض منزله المدمّر في مدينة غزّة، برفقة والدته، وأشقّائه الأربعة، وعائلة أحدهم. لا يحتوي منزلهم على أي شكل من أشكال الراحة، باستثناء بعض الوسائد. صباح الأحد، أفاد بأنّ شقيقه الأكبر "سقط أرضًا من شدّة الجوع".

ورغم أنّ هؤلاء الصحافيين، يكمل البيان، يتقاضون رواتب شهرية من الوكالة، فإنّ الأسواق خالية، أو أنّ الأسعار باهظة إلى درجة خيالية. كما أنّ النظام المصرفي لم يعد موجودًا، ويأخذ العاملون في تصريف الأموال من الحسابات الإلكترونية إلى السيولة نسبة قد تصل إلى 40%.

وفي الجنوب، يروي البيان عن أحلام، التي تكافح من أجل البقاء، وهي مصمّمة على الاستمرار في الشهادة لأطول وقت ممكن.

وينقل عنها وهي تقول: كلّ مرّة أخرج فيها من الخيمة لتغطية حدث، أو إجراء مقابلة، أو توثيق ما يحدث، لا أعلم إن كنتُ سأعود حيّة، وتؤكّد أنّ النقص الحاد في الطعام والماء هو التحدّي الأكبر.

وأضاف بيان الوكالة: نراهم يضعفون يومًا بعد يوم. هم شباب تنهكهم المجاعة. كثير منهم لم يعد قادرًا جسديًّا على التنقّل في القطاع لأداء عمله. نداءاتهم المؤلمة باتت يومية.

ومنذ أيام، بدأنا نستشفّ من رسائلهم القليلة أنّ حياتهم أصبحت على شفير الهاوية، وأنّ الشجاعة التي تحلّوا بها طوال الأشهر الماضية لإيصال الحقيقة إلى العالم، لم تعد تكفي لإنقاذهم، وفق البيان.

وختمت الوكالة بيانها بالقول؛ إنه منذ تأسيس وكالة الصحافة الفرنسية في آب/أغسطس 1944، فقدت صحافيين في النزاعات، وأُصيب بعضهم أو سُجنوا، لكن لم يحدث أن شهدت الوكالة زميلًا يموت من الجوع.

يأتي ذلك بينما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حرب الإبادة الممنهجة في قطاع غزة، عبر استمرار ارتكاب المجازر ضد المدنيين، وعمليات القصف والنسف وإراقة الدماء، بالتوازي مع فرض حصار مشدد على القطاع، ومنع المساعدات عنه، ما خلق وضعًا معيشيا كارثيا وحالة مجاعة غير مسبوقة.

ويواجه فلسطينيو القطاع موجة الجوع منذ إغلاق الاحتلال معابر غزة، مطلع مارس/ آذار المنصرم، وفرض قيود مشددة على دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والوقود والدواء، للقطاع منذ أكتوبر/ تشرين 2023 الماضي.

ومع مرور الوقت، استنفد سكان غزة كل موارد الطعام وأصبحت المحلات فارغة، ومسألة العثور على رغيف خبز أشبه بالمستحيل، فيما تشهد أسعار المتوفر من البضائع أسعارًا خيالية، حتى بات "الموت جوعًا" سببًا من أسباب الموت في القطاع وأشرسها.