قراءات آخر الزمان..."نتنياهو" حمامة سلام
نشر بتاريخ: 2025/07/05 (آخر تحديث: 2025/07/05 الساعة: 07:45)

فجأة أصبح رئيس وزراء إسرائيل "نتنياهو" يُذكر على بعض الفضائيات العربية وكأنه رجل يٓنشد السلام، بل هناك مساحات واسعة للتحليل حول توجه "نتنياهو" الجديد، وهذا التوجه وفق ما اسمع من بعض الفضائيات هو التالي:

أولا- "نتنياهو" يريد إنهاء الحرب على غزة، لكن مشكلته هي "سموتريتش" و "بن غفير" لذلك لا يستطيع الذهاب نحو وقف الحرب نهائيا والإنسحاب من غزة

ثانيا- "نتنياهو: يريد التعاطي مع خطة الرئيس "ترامب" في توسيع الإتفاقيات الإبراهيمية وبما يؤسس لواقع جديد في الشرق الاوسط لكن حرب غزة تعيق ذلك ومحاكمة "نتنياهو" تُعيق وقف الحرب على "غزة"، لذلك يفكر الرئيس "هيرتصوغ بإصدار عفو عنه وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت"

ثالثا- "نتنياهو" يريد إتفاقيات امنية مع "الجولاني" وبحيث يُنسق الطرفان "الإسرائيلي" و "السوري الثائر" كل ما يتعلق بالأمور الأمنية التي تخص "إيران" و "حزب الله"، ووفق تسريبات الأخبار العبرية ف "نتنياهو" سيجتمع مع "الجولاني" على هامش إجتماعات هيئة الامم المتحدة في شهر أيلول/سيبتمر أو قبل ذلك، وهنا نشير ان مصادر سورية نفت ذلك لقناة "الجزيرة"

رابعا- "نتنياهو" مع المفاوضات "الأمريكية- الإيرانية" وبما يؤدي لمنع التخصيب وتفكيك البرنامج النووي والقدرات الصاروخية الإستراتيجية الإيرانية، وهذا صحيح لو أنهم أكملوا ولكن ماذا يريد "نتنياهو" لو فشلت المفاوضات ورفضت "إيران" تلك الشروط أو لم تحدث مفاوضات من أصله؟!!! "نتنياهو" سيطلب من الرئيس "ترامب" ضوء اخضر لتوجيه ضربات إلى "إيران" في حال قامت بترميمات لمنشآتها النووية، لذلك "يقترح المشرعون من الحزبين منح ترامب السلطة لنقل قاذفات الشبح B-2 والقنابل الخارقة للتحصينات التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل إلى إسرائيل إذا تبين أن إيران لا تزال تعمل على تطوير سلاح نووي، وفقًا لتقرير فوكس نيوز."

واضح أن هناك محاولة من تلك الفضائيات للتحضير للقادم السياسي بتحويل "نتنياهو" من مجرم حرب مدان من محكمة الجنايات الدولية في "لاهاي"، ومتهم بالرشوة والفساد وخيانة الامانة في دولته ويحاكم على ذلك في ثلاث قضايا امام المحكمة، إلى رجل يبحث عن السلام ومتعطش للسلام وإنهاء الحرب على غزة لأجل تحقيق التطبيع الذي تُنشده عديد من الأنظمة العربية في المنطقة، في حين شعب "نتنياهو" والذي أكثر من ثلثيه في إستطلاعات الرأي لا يرون احد بريء في قطاع غزة يريدون سلام الإبادة والتهجير

يبدو لي أن أمر عمليات قد صدر حين صرح الرئيس "ترامب" وطالب وهدد بضرورة إصدار العفو عن "نتنياهو"، وان محاكمته اصبحت تُعيق التقدم في عملية السلام التي يريد تحقيقها الرئيس "ترامب" ووفق مفهوم "السلام بالقوة"، هذا الأمر العملياتي تلقفته بعض الفضائيات وبدأت عملية غسيل دماغ للمشاهد وتحت يافطة أن "نتنياهو" يريد إنهاء الحرب لكن المشكلة في وجود وزراء اليمين المتطرف "سموتريتش وبن غفير" اللذان يهددان بإسقاط الحكومة، والحمامة "نتنياهو" لا يستطيع اخذ قرارات تُنهي حرب "غزة" خوفا منهم ولكنه يستطيع إذا تم إعفاءه من التهم والمحاكم في "إسرائيل" ولاحقا بعد تحقيق السلام سيتم أيضا إلغاء إدانته من محكمة الجنايات الدولية، أي أن الرجل بقدرة قادر سيصبح من مطلوب للعدالة إلى صانع السلام مما قد يؤهله مع الرئيس "ترامب" إلى جائزة نوبل للسلام، ولكن في حقيقة الأمر، "نتنياهو" بعد أن رمم وضعه الداخلي عبر حرب الإثني عشرة يوما، يريد تعزيز ذلك بصفقة تبادل للاسرى حتى يذهب للإنتخابات المبكرة لكي يحصد ومن جديد اعلى المقاعد في الكنيست القادم

منذ أن بدأ الطوفان وحتى هذه اللحظة وما بعدها، ورغم الكوارث التي احدثها "نتنياهو" لا يزال له عشاق كُثر في وطننا العربي الكبير حجما والصغير فعلا، لا يزال عُشاقه يصطفون في صفوف عسكرية منتظرين اللحظة لكي يتفقدهم ويؤدون له تحية الإنتصار على المحور الإيراني "محور المقاومة"، وعلى رأس ذلك الذراع السُني فيه "حركة حماس والمقاومة الفلسطينية"، لذلك بدأت "قراءات آخر الزمان وحولت نتنياهو إلى حمامة السلام"، عبر الحديث المتواصل عن وصول الزعيم "نتنياهو" إلى قناعة تامة بضرورة إنهاء الحرب على غزة

السؤال هنا ماذا يخطط الزعيم الأوحد "نتنياهو" بعد ان اصبح حديث كل الثواني والدقائق والساعات في نشرات الأخبار والتغطيات للكثير من الفضائيات العربية؟!!

وفق بعض المصادر نتنياهو يخطط لإنهاء الحرب بطريقته وليس وفق إتفاق يؤدي إلى ترتيبات ما يسمى "اليوم التالي للحرب على غزة"، القرار بالنسبة له اصبح محسوما في الذهاب إلى نهاية الحرب بشكلها الحالي والذهاب إلى صفقة للإفراج عن جميع الاسرى حتى لو كانت على مرحلتين

خطة نتنياهو هو إعادة الإنتشار عبر سحب الجيش نحو المناطق العازلة بما يشمل الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة والبقاء في محور صلاح الدين "فيلادلفيا"، بحيث يمنع الإعمار ويحاول خلق الفوضى الداخلية عبر التعامل مع "غزة" ليس وفق الطريقة "اللبنانية" فقط، وإنما ايضا عبر القيام بعمليات وفق اسلوب "الضفة الغربية"

نهاية الحرب ستطرح في المفاوضات خلال فترة الصفقة "60 يوم" حيث سيصر "نتنياهو" على شرطيه، نزع سلاح القسام والمقاومة، ونفي قيادة حماس السياسية والعسكرية، واذا لم توافق "حماس" على ذلك، سوف تستمر المفاوضات دون العودة للقتال "إنما التهديد بالعودة إليه او القيام بعمليات قصف جوي محددة"، ولكن مع صفقة تبادل اسرى لما تبقى منهم، وفي النهاية وبعد ان يتم الافراج عن جميع الاسرى الأحياء والاموات، سيذهب "نتنياهو" نحو خطته الأصلية، وهي الموافقة على نهاية الحرب بدون إتفاق شامل والانسحاب نحو المناطق العازلة

"نتنياهو" سيذهب نحو الانتخابات المبكرة فهو اصبح واثق من خطواته والتعامل مع "غزة" باتفاق نهائي لن يكون إلا جزءا من صفقة توسيع "الإتفاقيات الإبراهيمية"، اي جزء من شرط التطبيع بمفهوم مسار التسوية للقضية الفلسطينية، وهذا لن يكون إلا بعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية، وخلال تلك الفترة يبدأ التحضير لما يسمى إصلاح السلطة بما يأتي بقيادة رسمية مستعدة للتعاطي مع الحلول "الترامبية" المتفق عليها مسبقا مع "نتنياهو"، او بالأحرى مفهوم الكيانية الفلسطينية في "غزة" ويتبع لها ما تبقى من "الضفة الغربية"، و"القدس" لها ترتيبات خاصة

خطة رجل السلام "نتنياهو" تعني إنهاء حرب "غزة" لمنع التدحرج لإحتلال "غزة"، فلا هو ولا قيادة الجيش يريدون ذلك، ولكنه سيُبقي على شعاره "القضاء على جذور حماس في غزة"، اي الذهاب للتعامل مع "غزة" عبر القصف الجوي للأغتيال والإحباط، اي منع المقاومة من ان ترمم وضعها من جديد، وعبر الغارات المفاجئة بقوات محدودة، هذا ما يخطط له حمامة السلام "نتنياهو"

لكن قراءات آخر الزمان لحمامة السلام "نتنياهو" لدى تلك الفضائيات تتجاهل بالمطلق الخطة الحقيقية لحمامتهم أل "نتن ياهو"

وأضيف ملاحظة

اما حين ياتي وقت الإعمار ويبدأ البناء، فمن سيقوم بذلك ستكون له مهمة اخرى وهي كشف الانفاق خلال حفر الاساسات والكراجات وغيرها، وتسكيرها بالباطون المسلح