العدوان الإسرائيلي على إيران وأثرة إقليمياً وفلسطينياً
نشر بتاريخ: 2025/06/21 (آخر تحديث: 2025/07/05 الساعة: 04:01)

واضح أن هدف حكومة اليمين الفاشية والعنصرية بقيادة نتنياهو وراء العدوان العسكري الإسرائيلي علي إيران لا يكمن فقط بتدمير كل من المفاعل النووي والصواريخ طويلة الأمد بل يهدف كذلك إلى اسقاط النظام في إيران.

يتضح ذلك من خلال تصريح نتنياهو بأن اسقاط النظام سيكون نتيجة للعدوان .

ترمي دولة الاحتلال لإزاحة الحجر الأخير في طريقها باتجاه تأسيس الشرق الأوسط الجديد الذي تطمح أن تتسيد به المشهد وتتحكم في تفاصيله.

تم ذلك بعد نجاحها بتحجيم قدرات حزب الله وكل من حماس والجهاد بعد عشرين شهرا من حرب الابادة الجماعية التي تشنها علي قطاع غزة والتي توجت بعملية عربات جدعون العسكرية وباستخدام التجويع وسيلة للقتل والذلال اليومي وباتجاه زج المواطنين في تجمعات ومعسكرات جماعية تحت ابتزاز الغذاء.

تهدف دولة الاحتلال اذا ما نجحت في تحقيق أهدافها في إيران الي العمل علي إعادة هندسة الشرق الأوسط باتجاه ترجمة مقولة تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم بما يتضمن ذلك من مخاطر التقسيم الجغرافي للبلدان العربية ذات السيادة في إطار معادلة ترمب الرامية الي تجاوز تقسيمات سايكسبيكو ونقلها الي تقسيمات ترمب.

ان مخاطر العدوان العسكري الإسرائيلي علي إيران يجب أن يشعل الضوء الاحمر في كافة البلدان العربية والتي تصنف بأنها من محور الاعتدال .

ان نجاح إسرائيل في عدوانها علي إيران سيؤدي الي تنفيذ الخارطة التي رفعها عدة مرات نتنياهو في خطاباته بالأمم المتحدة وأمام الكونغرس الامريكي وكرر رفعها سموتريتش أيضا.

وعلية فان انعكاس نجاح العدوان العسكري الإسرائيلي علي إيران سينعكس بالسلب أيضا علي القضية الوطنية لشعبنا .

يستخدم جيش الاحتلال عصابة ابو شباب لسرقة المساعدات ونشر الفوضى بين أوساط المجتمع.

تعمل هذه العصابة علي نهب المساعدات ودعوة المواطنين للتواجد في ما يسمى بمنطقة آمنة تقع شرق مدينة رفح تحت حمايتهم وحماية جيش الاحتلال وذلك بهدف الحصول علي الغذاء.

قامت هذه العصابات بدعوة المواطنين من تخصصات مختلفة لتقديم طلبات توظيف بما يشي بمخاطر تحويلها الي إدارة مدنية تنفيذا لمقولة نتنياهو بانة لا يريد حكم كل من حماس او فتح في غزة الأمر الذي يعني أنه يريد إدارة محلية تابعة له استنساخا لتجربة جيش لحد في جنوب لبنان والذي كنسته المقاومة عام 2000علي اثر اندحار جيش الاحتلال من لبنان .

ان استخدام كل من سلاح التجويع والفوضى في غزة له مهمة وحيدة تكمن بجعل الحياة غير ملائمة بما يمهد الطريق لتنفيذ مشروع التهجير الذي أعلن نتنياهو انة مازال مطروح علي الطاولة حيث تم هذا التصريح بعد عدوان الاحتلال علي إيران.

تستغل دولة الاحتلال حالة التركيز الإعلامي علي الصراع العسكري بينها وبين إيران والتعتيم الإعلامي علي غزة باتجاه الإمعان بالقتل اليومي والاستمرار بجرائم الإبادة الجماعية كما قامت بتحويل الضفة الي معازل وبانتوستونات من خلال مئات الحواجز الي جانب الاستمرار بتهويد القدس ومصادرة الاراضي وبناء المستوطنات والاعتقالات اليومية والتنكيل بالأسرى .

يتم ذلك في سياق خطة حسم الصراع التي تتبناها حكومة الاحتلال اليمينية والفاشية والعنصرية.

وعليه فما العمل فلسطينيا:-

لقد بات مطلوبا العمل بكل الوسائل علي وقف جرائم الابادة الجماعية في غزة وافشال خطة التهجير التي يتم تمهيد الطريق لتنفيذها.

نحن بحاجة ملحة لتحقيق الوحدة الوطنية وتنفيذ اتفاقات المصالحة واخرها اعلان بكين وتشكيل وفد فلسطيني موحد لمفاوضات تبادل الأسرى كما بالضرورة ان يتم تشكيل لجان شعبية من كافة المكونات السياسية والمجتمعية لتعزيز الصمود ومحاربة المظاهر السلبية وتعزيز السلم الأهلي والتماسك الاجتماعي.

لقد بات من الضروري العمل وفق استراتيجية الصمود المقاوم حيث أنه في ظل موازين القوي المختلة في غير صالحنا ليس أمامنا إلا العمل على تعزيز مقومات الصمود وافشال مخططات التهجير والتطهير العرقي الأمر الذي من خلاله يمكن إفشال خطة الحسم الصهيونية.

هناك مروحة من الأنشطة الكفاحية التي من الممكن الإمساك بها فلسطينيا ومنها تعزيز الرواية الوطنية الفلسطينية وتفكيك الرواية الصهيونية والمساواة بين الصهيونية والعنصرية ونظام التطهير العرقي وذلك عبر استنهاض أوسع حملة من قوي التضامن الشعبي الدولي والدفع باتجاه الاستمرار بالتحركات الشعبية لمناهضة العدوان العسكري الاحتلالي علي إيران وربط ذلك بمقاومة عمليات الإبادة الجماعية ومخاطر التهجير في قطاع غزة إضافة لمخاطر الضم والتهويد بالضفة .

لابد من إعادة إنتاج نموذج كفاح قوي جنوب أفريقيا التي استطاعت تفكيك نظام الابارتهايد عبر سلسلة من المقاومة الشعبية ومن خلال استراتيجية حملة المقاطعة.