جرائم المستعمرة المحمية
حمادة فراعنة
جرائم المستعمرة المحمية
الكوفية كتبت عن تدمير شجر الزيتون، وقتل وتخريب وسرقة حواضن الماشية، في الضفة الفلسطينية، من قبل عصابات المستوطنين المستعمرين الأجانب، الذين وصفهم الكاتب التقدمي الإسرائيلي جدعون ليفي على انهم: "الوحش الذي ربته إسرائيل بالضفة"، وبذلك كما يقول "حولوا الضفة الفلسطينية إلى مكان يصعب العيش فيه".
هذا ما يقوله جدعون ليفي الكاتب الإسرائيلي، صديق الشعب الفلسطيني، فماذا يقول رون بن يشاي يوم 2/11/2025، وكتبه في صحيفة يديعوت أحرنوت، يقول حرفياً:
"على أرض الواقع، يتجلى التسييس لدى جنود الاحتياط الذين يخدمون ضمن وحدات الدفاع الإقليمي "هغمر"، في يهودا والسامرة (الضفة الفلسطينية)، ويراقبون بلا مبالاة شبيبة التلال "الجعفونيم" وهم يرتكبون اعتداءات بحق السكان الفلسطينيين، بل إن أعضاء الدفاع الإقليمي "هغمر" أنفسهم ينضمون أحياناً، مسلحين بأسلحة الجيش الإسرائيلي، إلى ما يصفه جهاز الأمن العام "الشاباك" بـ"الجريمة القومية"، ورياح وزارة الدفاع بقيادة سموترتش والوزير اسرائيل كاتس، وقصر نظر الشرطة المتعمد بقيادة وزيرها بن غفير، يمنحهم حصانة وحرية شبه مطلقة للعربدة، وهذه العربدة تفقدنا الشرعية القليلة التي ما زالت لدينا في أوروبا وأميركا الشمالية".
هذا ما يقوله الكاتب الصحفي الإسرائيلي بن يشاي، في وصف ما تقوم به عصابات المستوطنين بحماية وشراكة الأجهزة الأخرى، وفي وصف المخابرات الإسرائيلية الشاباك على أنها "جرائم قومية" أي أن دوافعها سياسية أيديولوجية، لجعل الضفة الفلسطينية غير صالحة للحياة وفقدان العيش السوي، لكثرة الهجمات الإسرائيلية وتعدديتها من قتل بحق البشر، وحرق المنازل والمؤسسات وسيارات المدنيين، ضمن حملات منظمة تستهدف بشكل واضح جلي "تطهير الضفة الفلسطينية" من شعبها، وتحريرها من أصحابها، لتخلو للمستوطنين المستعمرين الأجانب، أو على الأقل كما فعلوا في منطقة الاحتلال الأولى عام 1948 تقليص عدد الفلسطينيين الذين بقوا في مناطق الكرمل والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة حوالي 150 ألفا، بعد طرد وتشريد الأغلبية من شعبها وأهلها وأصحابها الفلسطينيين، إلى مخيمات اللجوء خارج وطنهم، تم طردهم وتشريدهم إلى لبنان وسوريا والأردن.
قد يكون الظرف السياسي، والوعي الشعبي، والمعطيات القائمة مختلفة عما كانت عليه أعوام 1948 و1967، عما هو متوفر الان في حيثيات القرن الواحد والعشرين، ولكن الممارسات الإجرامية الإسرائيلية ما زالت متماثلة في مضمونها، وإن اختلفت الأشكال والأدوات والتوقيت.
العوامل الأبرز المتوفرة لدى المستعمرة هي: 1- قرار وتوجهات المستعمرة، وهيمنة القوى المتطرفة سياسياً ودينياً لديها.
2- دعم الولايات المتحدة غير المحدود لأهداف المستعمرة وبرامجها وقوتها وتغذية قدراتها.
فالولايات المتحدة هي نفسها الحامية الضامنة المؤيدة للمستعمرة في كل محطات التصادم مع العرب، فلولا التدخل الأميركي في حرب أكتوبر عام 1973، لما تمكنت المستعمرة من الصمود أمام هجمات الجيشين المصري في سيناء والسوري في الجولان حيث حوّل التدخل الأميركي هزيمة المستعمرة إلى حالة الصمود أمام مبادرتي الجيشين السوري والمصري، وتحاشي هزيمتها.
وحالياً لولا تدخل الرئيس ترامب شخصياً عبر خطته المعلنة بوقف إطلاق يوم 9/10/2025، في قطاع غزة على أثر عملية 7 أكتوبر 2023 الكفاحية، لما تحقق لنتنياهو ما يتبجح به حالياً، وهو تغيير الوضع في الشرق الوسط كما يقول، حيث منع ترامب الصمود الفلسطيني من التحول باتجاه الانتصار، ومنع تحول الفشل الإسرائيلي إلى هزيمة، وهذا ما فعله ترامب وسابقاً كل الرؤساء الأميركيين، من منع توجيه الإدانة والمحاكمة الدولية لقادة المستعمرة وأجهزتها وجيشها، وعدم ملاحقتهم قانونياً ودولياً على ما قارفوه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.