تقرير دولي: مجموعة "تاتا" الهندية شريك عسكري في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة
تقرير دولي: مجموعة "تاتا" الهندية شريك عسكري في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة
الكوفية واشنطن - اتهم تقرير مطول أكبر تكتل اقتصادي في الهند، بالمساهمة عسكريًا وتكنولوجيًا في حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة.
التقرير الذي جاء بعنوان «مهندسو الاحتلال: مجموعة تاتا، رأس المال الهندي، والتحالف الهندي الإسرائيلي»، الصادر عن جماعة سياسية جنوب آسيوية تُدعى سلام (Salam) في نيويورك، واصفًا الإمبراطورية التجارية الهندية بأنها "مُيسّر أساسي" لنظام السيطرة الإسرائيلي على الفلسطينيين
ويقول التقرير إن تورّط "تاتا" يمتد عبر قطاعات الأسلحة والدفاع والتكنولوجيا الرقمية.
وجاء فيه: "تواطؤ الشركة شامل، فهو يزوّد إسرائيل بأدوات الإبادة الجماعية، وآليات القمع اليومي، والعمود الفقري الرقمي لنظام الفصل العنصري.
ومن خلال شركتها التابعة، شركة «تاتا للأنظمة المتقدمة المحدودة» تُعد مزودًا عالميًا رئيسيًا لأجنحة جميع طائرات F-16 المقاتلة الجديدة وهياكل طائرات الهليكوبتر الهجومية AH-64 أباتشي – وهي الطائرات الأساسية التي يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي في قصف غزة."
ويُظهر التقرير أن الشركة الهندية من خلال شراكتها مع صناعات الطيران الإسرائيلية (IAI)، تُصنّع أيضًا أنظمة القيادة الحرجة لصواريخ باراك-8، وهي سلاح تُفعّله البحرية الإسرائيلية بانتظام.
وفي قطاع السيارات، يقول التقرير إن شركة تاتا موتورز، من خلال فرعها جاكوار لاند روفر، توفّر الهياكل الأساسية للمركبات المدرعة الخفيفة «MDT David» التي يستخدمها جيش الاحتلال في الدوريات والمداهمات وقمع الفلسطينيين في أنحاء الضفة المحتلة.
ويؤكد التقرير أن مساهمات تاتا ليست مشاريع تجارية محايدة، بل هي "عناصر جوهرية في بنية الإبادة الجماعية الإسرائيلية وآلة القمع اليومية".
وعلى الصعيد الرقمي، يشير التقرير إلى أن شركة تاتا للخدمات الاستشارية (TCS) توفّر البنية التحتية الحيوية للأنظمة المالية والحكومية الإسرائيلية، بما في ذلك مشاركتها في مشروع «نيمبوس» (Project Nimbus)، وهو برنامج حوسبة سحابية مثير للجدل يدعم المراقبة الإسرائيلية والسيطرة على الفلسطينيين.
وحتى الآن، لم تصدر مجموعة تاتا أي رد على تقرير سلام.
ويقول التقرير إن عمليات تاتا التجارية "ليست شراكات اقتصادية معزولة، بل مدمجة ضمن اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي وصناعة الحرب العالمية".
وتضع النتائج تاتا ضمن شبكة دفاعية متنامية تربط بين الهند و"إسرائيل" والولايات المتحدة.
ويضيف التقرير أن "الاندماج العميق في أجهزة الكيان الإسرائيلي يتضخّم بفعل الدور المحوري لتاتا في شبكة الصناعات الدفاعية العالمية"، مشيرًا إلى أن مكونات مصنوعة في الهند استخدمت في الحروب الأمريكية بالشرق الأوسط.
ومن الطائرات المسيّرة فوق كشمير المتنازع عليها إلى المقاتلات التي تقصف غزة المحاصرة، فإن «بصمة معادن وأكواد تاتا» حاضرة في الخلفية، بحسب التقرير.
ويقول التقرير إن "إسرائيل" تستفيد من إنتاج الأسلحة في الهند رغم الحظر الدولي، بينما تسعى الهند إلى الاعتماد الذاتي باستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية، وتستفيد تاتا من هذا التبادل المربح.
كما اتهمت مجموعة سلام شركة تاتا بمحاولة التستر على عملياتها عبر بناء صورة خيرية تستند إلى صناديقها الخيرية ووجودها في الولايات المتحدة.
وجاء في التقرير: "تتوج هذه الاستراتيجية لغسل السمعة في رعايتها الرئيسية لماراثون مدينة نيويورك، وهي حالة نموذجية من «غسل السمعة عبر الرياضة» تهدف إلى إخفاء دورها في جني الأرباح من الإبادة الجماعية."
وتقول سلام إنها منذ صيف عام 2024 نظّمت حملة بعنوان #TataByeBye بهدف "فضح وتفكيك اقتصاد الحرب هذا، الذي ليس بعيدًا عنا بل متجذر في الجغرافيات التي نعيش فيها ونناضل داخلها".
ويضع التقرير عمليات تاتا ضمن إطار العلاقات المتنامية بين الهند وإسرائيل، خصوصًا في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والاستخبارات.
فالهند الآن أكبر مشترٍ للأسلحة الإسرائيلية، وتلعب العديد من الشركات التابعة لتاتا دورًا محوريًا في استمرار هذا التدفق.
وسجّل تقرير حديث للمقرّرة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي أنه بين أكتوبر 2023 وأكتوبر 2025، كانت الهند من بين 26 دولة صدّرت أسلحة وذخائر إلى إسرائيل رغم الاتهامات الواسعة بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة.
ويقول منتقدون إن شركات هندية ساعدت إسرائيل في الإبادة في غزة من خلال تزويدها بالطائرات المسيّرة والذخيرة والعمال الذين حلّوا محل العمال الفلسطينيين.
كما يتتبع تقرير سلام مسار التحالف الهندي–الإسرائيلي من صفقات الأسلحة السرّية في ستينيات القرن الماضي إلى الشراكة الإستراتيجية المعلنة اليوم، والتي صاغها كل من رئيس الوزراء الهندي اليميني المتطرف ناريندرا مودي والزعيم الإسرائيلي المتشدد بنيامين نتنياهو.
ويختتم التقرير بالقول:
"إن الشراكة الهندية–الإسرائيلية قائمة على مصالح متبادلة لطبقة رأسمالية تبحث عن أسواق جديدة، ودولة هندية تسعى للهيمنة الإقليمية، وعلى أساس أيديولوجي مشترك بين الصهيونية والقومية الهندوسية (الهندوتفا)."