"الصحة": قطاع غزة يُواجه انهيارا تامّا للخدمات الصحية

"الصحة": قطاع غزة يُواجه انهيارا تامّا للخدمات الصحية
الكوفية غزة - أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن ما يجري في قطاع غزة انهيارٌ تام ومتعمد لركيزة الوجود البشري المتمثل في منظومة الخدمات الصحية.
وقالت "صحة غزة" في بيان صحفي لها اليوم الثلاثاء، إن المنظومة الصحية في القطاع تعرضت على مدار 730 يومًا لضربات قاسمة وقاتلة نالت من عصب مقومات الخدمة وبنيتها التحتية.
وأردفت: "استحقت هذه الجرائم وصف الابادة الصحية؛ لهول المؤشرات الكارثية التي تداعى لها المشهد الصحي والإنساني في قطاع غزة".
وتابعت: "تحولت المستشفيات إلى هياكل إسمنتية بفعل الضربات العسكرية الإسرائيلية المباشرة، وغير المباشرة لها، ومفرغةً بشكلٍ كامل من مقومات الرعاية التشخيصية والعلاجية".
وأفادت "الصحة"، بعد عامين من حرب الإبادة الجماعية، بأن إجمالي عدد الشهداء والجرحى 67173 شهيدًا، بينهم 20179 طفلا و10427 سيدة، و4813 من كبار السن و31754 من الرجال، بالإضافة لـ 169780 جريحًا.
وصرحت: "تفاقمت مستويات المجاعة في قطاع غزة لحدود خطيرة، وفق التصنيفات الأممية، حيث تم تسجيل 460 حالة وفاة جراء المجاعة وسوء التغذية منهم 154 طفلاً؛ فيما لا يزال 51196 طفلا دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد".
ومنعت قوات الاحتلال وصول التطعيمات الروتينية والطارئة لقطاع غزة؛ أدى لانخفاض نسبة تغطية تطعيمات الأطفال إلى 80%، إضافة لتوقف المرحلة الرابعة من التطعيم الوقائي من شلل الأطفال.
وأوضحت أن 4900 حالة بتر وإعاقة بحاجة لأدوات مساندة وبرامج تأهيل طويلة الأمد. لافتة النظر إلى أن إغلاق المعابر حرم 18 ألف مريض من السفر للعلاج بالخارج؛ منهم 5580 طفلاً.
وبلغ عدد الشهداء من الطواقم الطبية، 1701 شهيد، و362 معتقلاً في ظروف اعتقال وتغييب قسري وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية، وفق معطيات وزارة الصحة في غزة.
ونبهت المعطيات الرسمية إلى أن 25 مستشفى في قطاع غزة خرجت عن الخدمة (من أصل 38 مستشفى)، فيما لاتزال 13 مستشفى تعمل بشكل جزئي وفي ظروف صعبة.
ودمرت قوات الاحتلال 103 مراكز للرعاية الصحية الأولية (من أصل 157 مركزا)، فيما تعمل 54 مركزاً بشكل جزئي.
وأشارت "الصحة" إلى أن توقف الإمدادات الطبية المنتظمة وعرقلة وصولها الآمن للمستشفيات وازدياد أعداد الإصابات والشهداء "فاقم من أزمة نقص الأدوية والمستهلكات الطبية في الأقسام الحيوية".
وبيّنت: "بلغت نسبة الأصناف الصفرية من الأدوية 55%، ومن المستهلكات الطبية 66%، ومن المستلزمات المخبرية 68%".
ونوهت المعطيات الرسمية، إلى ارتفاع نسبة إشغال الأسرة بالمستشفيات حتى نهاية سبتمبر الماضي إلى 225% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي؛ والتي بلغت 82%، "وهي نسبة كارثية مع تزايد حالات الدخول والإصابات الحرجة".
ودمّر الاستهداف المباشر للمؤسسات الصحية، الأنظمة الكهربائية والأنظمة "الكهرو ميكانيكية"، إلى جانب 25 محطة توليد أكسجين (من أصل 35 محطة)، و61 مولدًا كهربائيًا (من أصل 110).
وجددت التأكيد على أن تكدس المواطنين في مناطق التجميع القسري فاقم من أوضاعهم الصحية والإنسانية مع انعدام مقومات الحياة؛ التي أدت لتفشي الأمراض وانعدام مصادر المياه الصالحة للشرب والحرمان من مصادر الغذاء.
ووجهت وزارة الصحة "نداء عاجلًا" لكافة الجهات المعنية بممارسة دورها الكامل في إحداث التدخلات الطارئة؛ بما يضمن وصول الإمدادات الطبية ومقومات تقديم الرعاية، وتجريم استمرار الاحتلال في تقويض ما تبقى من منظومة الخدمات الصحية وحماية الحقوق العلاجية للمرضى والجرحى وضمان سلامة الفرق الطبية والإسعافية.