نشر بتاريخ: 2025/10/05 ( آخر تحديث: 2025/10/05 الساعة: 13:02 )

الأورومتوسطي: "إسرائيل" تتحمل كامل المسؤولية عن حياة الممرضة الهمص

نشر بتاريخ: 2025/10/05 (آخر تحديث: 2025/10/05 الساعة: 13:02)

الكوفية غزة - أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء جريمة اختطاف الممرضة تسنيم مروان الهمص من أمام النقطة الطبية التي تعمل فيها في منطقة المواصي جنوبي قطاع غزة، بعد نحو 70 يومًا من اختطاف والدها مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة في جريمة مماثلة.

وقال المرصد في بيانها اليوم الأحد، إن هذه الجريمة تشكل واقعة جديدة تحمل مؤشرات خطيرة على نمط متكرر من جرائم الاختطاف والإخفاء القسري التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق مدنيين فلسطينيين، بمن فيهم العاملون الصحيون في قطاع غزة.

وأوضح أنّ فريقه الميداني وثّق ملابسات جريمة اختطاف الممرضة الهمص (23 عامًا) صباح الخميس الماضي الموافق 2 أكتوبر/ تشرين الأول، إذ وصلت شاحنة صغيرة تقلّ أربعة مسلحين وسائق بزي مدني إلى محيط النقطة الطبية في منطقة الأرض الطيبة غربي خان يونس، واعترضت طريق الممرضة أثناء توجهها إلى عملها.

وأضاف أن عددًا من المسلحين ترجلوا من الشاحنة، وسحبوا الممرضة بالقوة إلى داخل المركبة بعد الاعتداء عليها بالضرب وتكميم فمها، وسط إطلاق نار في الهواء لتفريق المواطنين الذين حاولوا التدخل، قبل أن تغادر الشاحنة باتجاه المناطق الشمالية من محافظة رفح.

وذكّر المرصد أنّ والد الممرضة تسنيم، الطبيب مروان شفيق الهمص مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة، اختُطف في ظروف مشابهة في 21 يوليو/ تموز 2025 على أيدي قوة مسلحة بزي مدني في منطقة المواصي بمدينة رفح.

ونقل فريق المرصد عن محمد الهمص شقيق الممرضة المختطفة قوله: "كانت تسنيم تعمل في مستشفى الكويت التخصصي ومستشفى أبو يوسف النجار ونقطة طبية لمنظمة "Med global"، وأخيرًا في نقطة طبية تابعة لوزارة الصحة في منطقة المواصي، وكانت تتلقى دومًا رسائل ابتزاز وتهديد من أرقام أجنبية وفلسطينية مجهولة".

وأضاف "فجأة وأنا في طريقي لدوامي في مستشفى ناصر، وصلتني مكالمة من سيدة في المنطقة أخبرتني أنّ قوّة خاصة اختطفت أختي تسنيم".

وتابع "توجهت فورًا للمكان، وسمعت من الناس هناك ما حصل.حتى اللحظة لا نعرف عنها شيئا. تواصلت مع جهات حقوقية وأخبرتني أن هذه فترة أعياد في إسرائيل وأنّهم لا يستطيعون الحصول على أي معلومات".

أما والدة الممرضة المختطفة فقالت: "لم ترتكب ابنتي تسنيم أي جريمة تستدعي اختطافها من قوة خاصة وهي ذاهبة إلى مكان عملها. لا نعرف حالتها الصحة ولا مصيرها حتى الآن، وتواصلنا مع جهات دولية معنية ولم نحصل على أي معلومات حتى الآن".

ونبّه المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ المعطيات الميدانية المتوفّرة تشير بوضوح إلى ضلوع القوات الإسرائيلية أو الميليشيات التابعة لها في واقعة اختطاف الممرضة تسنيم الهمص، استنادًا إلى قرائن متقاطعة تعزّز هذا الاستنتاج.

وأوضح أبرز هذه القرائن انسحاب المركبة التي نُفِّذت بها العملية باتجاه شمالي رفح الخاضعة بالكامل للسيطرة الفعلية لجيش الاحتلال، وتطابق أسلوب التنفيذ مع نمط موثّق في عمليات اختطاف سابقة نفذتها قوات إسرائيلية أو ميليشيات تابعة لها باستخدام مركبات مدنية وعناصر بلباس مدني، إضافةً إلى سابقة اختطاف والد الضحية بالطريقة ذاتها وظهوره لاحقًا في مركز تحقيق إسرائيلي.

وأكّد أنّ هذه الجريمة تمثّل امتدادًا واضحًا لنهجٍ إسرائيلي في استخدام سياسة الخطف والإخفاء القسري ضد المدنيين في قطاع غزة، سواء من خلال وحدات خاصة تابعة للجيش أو عبر ميليشيات مسلّحة تعمل بإمرته أو بتنسيق مباشر معه.

واعتبر هذه الجريمة تشكل انتهاكًا جسيمًا لأحكام القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع، ولا سيّما القواعد التي تكفل حماية المدنيين والعاملين في المجال الصحي أثناء النزاعات المسلحة.

وأشار إلى أنّ انسحاب الخاطفين نحو منطقة تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة يؤكّد مسؤولية سلطات الاحتلال عن الواقعة، سواء بصفتها الجهة المنفّذة مباشرة أو المسؤولة عنها بحكم السيطرة الفعلية.

وبين أن هذا الأمر الذي يرتّب عليها التزامات قانونية فورية بضمان سلامة الممرضة الهمص، والكشف عن مصيرها ومكان احتجازها، وتمكينها من التواصل مع عائلتها ومحاميها، والإفراج الفوري عنها دون قيد أو شرط.

وحذّر المرصد من الخطر البالغ الذي يتهدّد الممرضة الهمص ووالدها الطبيب مروان، في ظلّ إخفاء مكان احتجازهما وحظر تواصلهما مع العالم الخارجي، مرجّحًا تعرّضهما للتعذيب الجسدي والابتزاز النفسي بغرض انتزاع معلومات أو اعترافات قسرية.

وأشار إلى أنّ هذه المخاوف تتعزّز في ضوء تواتر أنماط مشابهة من الاحتجاز السري والانتهاكات الجسيمة التي تمارسها قوات الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة.

ودعا المرصد اللجنةَ المعنية بحالات الإخفاء القسري في الأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لمساءلة السلطات الإسرائيلية عن مكان وجود الممرضة الهمص ووالدها الطبيب، وضمان الإفراج الفوري عنهما.

وأكد أنّ استمرار صمْت المجتمع الدولي على هذه الممارسات يُكرّس سياسة الإفلات من العقاب ويشجّع على تكرارها.

وحث الأورومتوسطي المقرّرةَ الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات على فتح تحقيق عاجل في اختطاف الممرضة الهمص، باعتباره انتهاكًا مركّبًا يجمع بين العنف القائم على النوع الاجتماعي والإخفاء القسري.

ودعا إلى تفعيل الآليات الأممية المتاحة لإلزام "إسرائيل" بالكشف عن مصيرها والإفراج عنها فورًا.

وطالب المرصد اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمخاطبة السلطات الإسرائيلية بصورة عاجلة للكشف عن مصير المختطفين الفلسطينيين وضمان معاملتهم وفق القانون الدولي الإنساني، وتمكينها من زيارة أماكن احتجازهم دون قيود.

وحث المجتمع الدولي للضغط على السلطات الإسرائيلية إلى نشر قوائم اسمية محدثة لجميع المحتجزين والمختفين قسرًا من قطاع غزة، تتضمن أماكن احتجازهم وأرقام ملفاتهم والجهات القائمة على التحقيق معهم، وتحديثها بصورة دورية.