حشد: التهجير القسري في غزة وشمال القطاع جريمة حرب ومخطط إسرائيلي لتفريغ الأرض من سكانها

حشد: التهجير القسري في غزة وشمال القطاع جريمة حرب ومخطط إسرائيلي لتفريغ الأرض من سكانها
الكوفية تتابع الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) بقلق بالغ ما ورد في بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي حول مزاعمه بوجود أماكن “خالية وآمنة” في جنوب قطاع غزة، وادعائه نيته “توفير المساعدات الإنسانية”. وتؤكد الهيئة أن هذا البيان ليس سوى محاولة مكشوفة لتضليل الرأي العام الدولي والتغطية على المخطط الإسرائيلي الممنهج في تدمير ما تبقي من مدينة غزة وشمال القطاع وتهجير سكان غزة وشمالها قسراً، وخلق وقائع على الأرض تُلحق الأذى البالغ بالمدنيين وتدفع القطاع نحو غير القابلية للحياة وتحويله إلى مساحة للموت والدمار ، وصناعة نكبة جديدة بافراغ القطاع من سكانه ودفعهم للهجرة بكل الطرق لخارج القطاع.
الهيئة الدولية :حشد “: تؤكد بأن معظم المناطق الساحلية والوسطى مكتظة بالنازحين، ولا توجد مساحات لاستيعاب موجات جديدة، فيما الشقق السكنية شبه معدومة وإن توفرت فهي بأسعار باهظة لا يستطيع المواطنون تحملها.
كما ان خرائط جيش الاحتلال الاسرائيلي تظهر ان بعض مناطق النزوح المقترحة منه تقع ضمن مناطق خطرة أو غير صالحة للإيواء، بينما لا تتجاوز المساحة المتاحة للنزوح لمليون مواطن فعلياً 7 كم²، وهي مأهولة أصلاً أو مهددة بالغمر بمياه الأمطار، الامر الذي سيقود لكارثة إنسانية اعمق واخطر من الكارثة الحالية .
الهيئة الدولية “حشد “: يعيش النازحين مأساة إنسانية غير مسبوقة ، حيث أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 1.9 مليون فلسطيني على النزوح داخل القطاع منذ اندلاع العدوان الشامل في أكتوبر 2023، كثير منهم نزحوا أكثر من عشر مرات، وسط ظروف تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة. وقد تحولت عملية النزوح إلى قرار قسري محفوف بالمخاطر، لا تقتصر كلفته على آلاف الدولارات للأسرة الواحدة (تقديرات تصل إلى اكثر من 2000 دولار بما يشمل النقل او شراء الخيام والإيجار للشقق والمخازن التي رفع معظم اصحابها الاسعار مستغلين حاجة الناس لاي ماوي ما يعني زيادة الاعباء المالية علي عاتق الاسر النازحة عدا تأمين بعض الاحتياجات الإنسانية في ظل فقر مدقع وبطالة )، بل تشمل أيضاً الانهيار النفسي والاجتماعي، وفقدان الأمن الشخصي، وتفكك النسيج الاجتماعي.
الهيئة الدولية “حشد”: يوجه قطاع غزة عجز كارثي في أماكن الإيواء ونقص الخيام ، حيث تفيد تقارير الأمم المتحدة بوجود عجز يزيد عن 90% في توفير أماكن الإيواء، مع الحاجة إلى ما يزيد عن 250 ألف خيمة وكرفان. كما ان معظم الخيام الموجودة مهترئة وغير صالحة بعد أكثر من عامين على استخدامها، ما يجعل مئات آلاف الأسر في العراء وبدون ماوي .
إلى جانب ذلك، يعيش النازحون في أوضاع مأساوية تتسم بشح الطعام وندرة المياه الصالحة للشرب، وانعدام الرعاية الصحية، وانتشار الأمراض والأوبئة، وحرمان مئات آلاف الأطفال من التعليم
الهيئة الدولية “حشد” : تؤكد بأن سياسة التهجير القسري الممنهجة تمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كما أنها تندرج ضمن جريمة الإبادة الجماعية التي تستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه. وتناقض هذه السياسة التزامات دولة الاحتلال باعتبارها قوة قائمة بالاحتلال بموجب اتفاقيات جنيف الرابعة، التي تحظر النقل القسري للسكان. وبناء عليه وانطلاقاً من مسؤوليتها القانونية والحقوقية، تطالب الهيئة بما يلي:
التحرك الدولي العاجل لرفض الرواية الإسرائيلية التي تزعم وجود “مناطق آمنة”، والتأكيد على أن جميع مناطق القطاع مستهدفة بالقصف وليست صالحة للإيواء والعمل الجاد لوقف جريمة تدمير ما تبقي من مدينة غزة وإجبار سكان شمال غزة الي النزوح القسري الى وسط وجنوب القطاع ومضاعفة الجهود لوقف الإبادة الجماعية والمجاعة.
دعوة الدول الثالثة والأمم المتحدة ومؤسساتها، وخاصة مجلس الأمن والجمعية العامة، إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين ومنع استكمال مخطط التهجير القسري.
مطالبة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بتسريع التحقيقات وخاصة في جرائم التهجير والإبادة الجماعية واستهداف المدنيين واصدار مذكرات الاعتقال الإضافية بحق كافة المسؤولين الإسرائيليين وشركائهم.
حثّ الدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف على الوفاء بالتزاماتها، بما في ذلك فرض العقوبات ووقف تزويد الاحتلال بالسلاح والدعم السياسي لوقف العدوان وإنقاذ أرواح مئات آلاف المدنيين ومنع وقوع نكبة جديدة.
تشكيل تحالف دولي عاجل لإرسال قوة حماية دولية إلى قطاع غزة لحماية المدنيين وضمان فتح المعابر بشكل دائم ودون شروط سياسية لإدخال المساعدات الإنسانية واعادة التعافي والأعمار ورفع الحصار وصولا الي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
إن استمرار الصمت الدولي والعجز العربي والإسلامي أمام هذه الجرائم يشكّل ضوءاً أخضر للاحتلال لمواصلة سياساته القائمة على الإبادة والتهجير والتجويع. ويضاعف من معاناة أكثر من 2.3 مليون فلسطيني يواجهون الموت البطيء في قطاع غزة، حيث تتساوى الحياة بالموت ويصرخ النازحون: “إلى أين نذهب؟”
انتهى
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)