سلطة المياه: الكشف عن أكثر من 50 وصلة غير قانونية في اليوم الثالث من الحملة على خط دير شعار

سلطة المياه: الكشف عن أكثر من 50 وصلة غير قانونية في اليوم الثالث من الحملة على خط دير شعار
الكوفية الخليل - أفادت سلطة المياه، بأن الحملة الموسعة لإزالة التعديات والتي بدأت يوم الأحد الماضي في منطقة بيت أمر شمال الخليل على خط دير شعار - الخط الرئيسي المغذي للمحافظة، كشفت عن 15 وصلة غير قانونية، وذلك على مسافة إضافية وصلت حتى ما يقارب 2 كيلو متر من مساره، ليصبح بذلك مجموع التعديات التي تم كشفه على مدى ثلاثة أيام منذ بدء الحملة ما يزيد عن 50 وصلة غير قانونية.
وقال مدير مكتب سلطة المياه في الجنوب عصام عرمان، إنه مع انتهاء العمل على ازالة التعديات، ستقوم طواقم سلطة المياه، بدراسة ومراقبة كميات الفاقد على الخط لرفع كفاءة ادارة المياه التي يتم ضخها منه، والتأكد من تقليص كميات الفاقد الكبير الناتج عن التعديات.
وأشارت سلطة المياه، أن عشرات القرى في محافظة الخليل تعاني من العطش بسبب سرقة آلاف الأكواب يوميا لبيعها أو لري المزروعات، إذ أن أكثر من 11 ألف متر مكعب تُسرق يوميا من خط دير شعار وحده، وهي كمية تكفي لـ140 ألف مواطن.
غزة تحت القصف والمجاعة
بقلم الكاتب: ابراهيم الطهراوي
يشهد قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م، حرباً دموية، حصدت الأخضر واليابس، وقتلت ودمرت البشر والحجر والشجر، حرباً فرضت حصاراً خانقاً على القطاع، حيث تقوم قوات الاحتلال بفرض حصار جوي وبري وبحري، وتمنع تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع، بهدف تجويع السكان، والضغط عليهم لدفعهم إلى مغادرة القطاع بحثاً عن حياة آمنة، لا قتل فيها ولا تجويع، اسرائيل تحاول جعل القطاع بيئة طاردة للسكان مع انعدام أدنى مقومات الحياة.
نتيجة لاستمرار الحرب والحصار دخلت غزة في مجاعة حقيقية، طالت حوالي مليوني انسان، تجلت مظاهر هذه المجاعة في انعدام المواد الغذائية الأساسية، "لا طعام ولا ماء ولا دواء ولا وقود" مع قيام قوات الاحتلال بتشديد حصارها، بالسماح فقط لمؤسسة غزة الإنسانية بالإشراف على توزيع المساعدات الغذائية على السكان، ومنع إعادة تأهيل المرافق العامة التي قامت بتدميرها.
أهالي القطاع المحاصرون من القصف، والذين أجبروا على ترك منازلهم هرباً من جحيم الحرب، واللجوء إلى ما أصطلح عليه بالمناطق الآمنة، لا زالوا يعانون من الجوع، والأمراض التي تفتك بهم نتيجة انعدام الغذاء الصحي، وتفشي الأمراض والأوبئة، لوجود دمار شامل في البنى التحتية، فلا يوجد ماء صالح للشرب، ولا يوجد بنى تحتية "مجاري" لتصريف المياه العادمة، بالإضافة لوجود آلاف الجثث المتحللة تحت الانقاض.
غزة ونتيجة العدوان تحولت إلى منطقة غير قابلة للحياة، فلا يوجد مرافق صحية كافية معظم المستشفيات تم تدميرها، وإخراجها عن الخدمة، ولا مرافق خدمية البلديات تم تدميرها، وتقويض جهودها الخدمية، وكذلك تم تدمير المعدات التي كانت تعمل على إزالة الانقاض، وفتح الطرق، لقد تحولت غزة إلى ساحة معاناة جماعية، يدفع المدنيون فيها الثمن الأكبر، وسط تقاعس دولي.
المجاعة في غزة نتاج لتدخل مباشر من قوات الاحتلال، حيث تقوم بمنع دخول الغذاء والدواء والوقود، بالإضافة إلى استهداف المخابز، ومراكز توزيع المساعدات، وعدم السماح للمنظمات الدولية العاملة في القطاع من ممارسة أنشطتها بحرية، وفي بعض الأحيان يتم استهدافها كما حدث باستهداف موظفي منظمة الغذاء العالمي، اسرائيل أيضاً قامت بتجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وقامت باستهداف الحمامات الزراعية، الأمر الذي أحدث نقص حاد في الخضروات والفواكه، يضاف إلى كل ذلك الاستهداف المتعمد للأسواق، والشاحنات التي تقوم بنقل المساعدات الإنسانية للقطاع، واستهداف فرق تأمين وتوزيع المساعدات.
النزوح المتكرر لسكان القطاع من منطقة لأخرى أدى إلى تفاقم المجاعة، وعدم قدرة مناطق النزوح على تحمل هذا العدد الهائل من النازحين، حيث أن أغلب سكان القطاع يتكدسون في المناطق الغربية من مدينة غزة والمحافظة الوسطى وخان يونس، الأمر الذي أدى إلى شلل شبه تام في القدرة على توزيع المساعدات والوصول العادل للمواطنين.
التقارير الصادرة عن المؤسسات الأممية تؤكد بأن أكثر من نصف سكان القطاع يعانون من "انعدام حاد في الأمن الغذائي"، وأن المئات من الأطفال يموتون بسبب سوء التغذية وعدم قدرة الأهالي على توفير الطعام الصحي المناسب، وقد تم تسجيل حالات إغماء جماعي بسبب الجوع في المستشفيات، والمراكز الصحية، وفي الطرقات، وأن الصور التي تخرج من غزة عبر الفضائيات، ووسائل التواصل الاجتماعي عكست الحالة المأساوية التي يعاني منها سكان القطاع، الذين يقفون في طوابير طويلة، تحت حرارة الشمس لساعات من أجل الحصول على وجبة واحدة في اليوم، حيث أن غالبية السكان لا يتناولون أكثر من وجبة واحدة في اليوم، هذا إن توفرت لهم، وبعضهم يبيت ليلته دون تناول الطعام، وقد شاهد العالم أن أهالي غزة لجأوا إلى أكل الأعشاب، وعلف الحيوانات من أجل البقاء على قيد الحياة.
تجويع المدنيين يعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني، من الملاحظ أن اسرائيل تعمدت على تجويع المدنيين، وكانت تطلق النار على صدور ورؤوس المواطنين الذين كانوا يذهبون لاستلام المساعدات من مؤسسة غزة الانسانية، وأنها أي اسرائيل استخدمت سلاح التجويع ضد المدنيين، لدفعهم لمواجهة حركة حماس، والضغط عليها من أجل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ما يحدث لا يمكن تفسيره إلا في إطار بأن إسرائيل لا تكترث كثيراً للقانون الدولي الانساني، وهي تمارس جرائمها بالصوت والصورة على مرأي العالم بأجمعه.
انتشار صور المجاعة عبر الفضائيات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، دفع الشعوب الحرة إلى الانتفاض، والخروج للشوارع مطالبين حكوماتهم بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف الحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، هذا الضغط الشعبي أ…