الكوفية القدس المحتلة - قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أنّ "دولة الاحتلال توظف الحصار الابادي على غزة بوصفه ممارسة شعائرية ذات جذور ميسياني، تُحوِّل تجويع أطفال غزة إلى طقس ديني قائم على نصوص تُتداول في المؤسستين السياسية والدينية الإسرائيليتين باعتبارها أوامر تنفيذية". وأوضح دلياني أن هذه النصوص، مثل ما ورد في "سِفر التثنية" من أوامر بـ"عدم إبقاء شيء حي"، وسرد "سِفر الملوك الثاني" لمجاعة ناتجة عن حصار ابادي حتى بلغ الناس أكل لحوم أطفالهم، "لم تعد محطّات تاريخية تُقرأ في المعابد ليتم استخلاص العِبَر منها، بل أصبحت خرائط عملياتية تتحرك بها آلة الإبادة الجماعية الاسرائيلية على أرض غزة".

وأشار دلياني إلى أن الخطاب السياسي الإسرائيلي، بمستوياته التشريعية والتنفيذية، "يتماهى تمامًا مع الخطاب الديني المتطرف، حيث يُقدَّم تجويع شعبنا، لا سيما الأطفال، على أنه جزء من مشروع تطهيري يهدف إلى إعادة تشكيل الأرض بما يتماشى مع الأساطير التوراتية المشوَّهة، مستخدمًا بذلك مفردات دينية، كتصنيف نتنياهو لشعبنا بالمصطلح التوراتي 'العماليق'، لتشجيع جنوده على ارتكاب جرائم الإبادة كواجب مقدس".

واختتم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالإشارة إلى أن تفكيك هذا النظام الإبادي الإسرائيلي، ونزع الدعم العسكري والغطاء السياسي الذي تمنحه له العواصم الغربية وعلى رأسها البيت الأبيض، والمستشارية الألمانية، و10 داونينغ ستريت، يشكّل استحقاقًا أخلاقيًا وإنسانيًا وتاريخيًا، يستوجب استنفار ما تبقّى من وعي عالمي لم يعد يملك ترف التواطؤ ، ولا براءة الصمت.