العفو الدولية: إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح إبادة جماعية في قطاع غزة

العفو الدولية: إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح إبادة جماعية في قطاع غزة
متابعات: أكدت منظمة العفو الدولية أن إسرائيل تواصل استخدام سياسة التجويع كسلاح حرب وإبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرة إلى أن نظام توزيع المساعدات الذي فرضته إسرائيل منذ أكثر من شهر يتسبب في تدمير متعمد للحياة الفلسطينية ويضاعف معاناة السكان بدلًا من تخفيفها.
وقالت المنظمة في تقرير مفصل صدر الخميس: إن “الأدلة التي جُمعت خلال الأسابيع الماضية تُبيّن أن إسرائيل تتعمّد فرض ظروف معيشية قاسية بهدف التدمير المادي للفلسطينيين، وهو ما يشكّل عنصرًا من عناصر جريمة الإبادة الجماعية”.
وأضافت أن شهادات الأطباء والأهالي، خاصة في مدينتي غزة وخان يونس، رسمت صورة مأساوية للمستويات الحادة من الجوع والحرمان واليأس، في وقتٍ تواصل فيه القوات الإسرائيلية منع دخول المساعدات الإنسانية الحيوية وفرض خطة توزيع ذات طابع عسكري تؤدي إلى سقوط ضحايا.
ووفق التقرير، استشهد مئات الفلسطينيين وأُصيب الآلاف خلال محاولاتهم الوصول إلى قوافل المساعدات أو أثناء تواجدهم قرب مواقع توزيع المساعدات، وهو ما اعتبرته الأمينة العامة للمنظمة، أنياس كالامار، “نتيجة متوقعة لأساليب توزيع مميتة وغير مسؤولة”.
وقالت كالامار: “بينما انشغل العالم مؤخراً بتصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، واصلت إسرائيل تنفيذ جريمة إبادة جماعية في غزة من خلال خلق مزيج مميت من التجويع والمرض يدفع السكان إلى حافة الانهيار”.
الحصار وإخفاق الاستجابة الدولية
وأكدت المنظمة أن إسرائيل تمنع المنظمات الأممية والإنسانية من توزيع الطرود الغذائية والوقود والمأوى، بينما تبقي على خطة توزيع مميتة تُدار عبر “مؤسسة غزة الإنسانية” التي وصفتها بأنها أداة لإدامة الإبادة الجماعية وتجميل الجريمة أمام المجتمع الدولي.
ووثّقت العفو الدولية وفاة ما لا يقل عن 66 طفلًا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 بسبب ظروف مرتبطة بسوء التغذية، محذّرة من أن العدد الحقيقي أكبر بكثير، نتيجة عدم قدرة آلاف المرضى على الوصول إلى المرافق الصحية.
شهادات طبية مفجعة
وأشار التقرير إلى معاناة المستشفيات من نقص حاد في الغذاء والمكملات العلاجية، حيث نُقل أكثر من 18,700 طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد منذ بداية عام 2025. كما سجل أطباء حالات متزايدة من الهُزال الشديد، ونقص المناعة، وانخفاض النمو، إضافة إلى حالات نفسية عميقة بين الأطفال.
وقالت الدكتورة سوزان معروف، من مستشفى أصدقاء المريض: إن نحو 15% من الأطفال الذين يُفحصون يوميًا يُظهرون أعراض سوء تغذية حاد أو متوسط، مضيفةً أن المشهد بات “كارثيًا”، خاصة مع غياب الحد الأدنى من مقومات العلاج الغذائي أو البيئي.
أما في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، فقد أكدت الدكتورة وفاء أبو النمر أن الأطفال يعانون من أعراض جسدية ونفسية شديدة، موضحةً أن “الندوب التي تتركها الحرب والتجويع سترافقهم مدى الحياة”.
المساعدات: منقذة للحياة أم أداة للقتل؟
نددت منظمة العفو الدولية باستخدام إسرائيل المساعدات كسلاح، مشيرة إلى أن أكثر من 850 شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة لا تزال عالقة في العريش بانتظار تصريح دخول، في وقتٍ تمنع فيه إسرائيل دخول الوقود وغاز الطهو منذ مارس/آذار الماضي.
وأشار التقرير إلى أن التدمير المتعمد للبنية التحتية الزراعية والاقتصادية في غزة يعمّق مأساة الجوع، ويحوّل أي محاولة للحصول على المساعدات إلى “كمين قاتل”.
دعوات عاجلة لإنهاء الجريمة
وفي ختام التقرير، شددت كالامار على ضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف الإبادة الجماعية، قائلة: “لم يفشل المجتمع الدولي في وقف الجريمة فحسب، بل سمح لإسرائيل بابتكار أساليب جديدة لسحق كرامة الفلسطينيين”.
ودعت منظمة العفو الدولية الدول إلى: رفع الحصار فورًا عن قطاع غزة، ووقف الدعم العسكري لإسرائيل، واعتماد عقوبات دولية بحق المسؤولين الإسرائيليين الضالعين في الجرائم، والتعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية.