نشر بتاريخ: 2025/07/02 ( آخر تحديث: 2025/07/02 الساعة: 18:53 )
بهاء رحال

مأساة بلا نهاية

نشر بتاريخ: 2025/07/02 (آخر تحديث: 2025/07/02 الساعة: 18:53)

الكوفية على باب المقبرة في خانيونس يافطة كُتب عليها: "الجمهور الكريم، لا يوجد قبور، المقبرة ممتلئة ولا قبور فارغة، وليس هناك مكان للموتى".

يافطة بباب المقبرة تحكي حجم الكارثة، فمن لم يسمع أو يرَ مما نقلته الفضائيات طيلة الوقت، يكفيه أن يقرأ تلك اليافطة ليعرف حجم الأسى والفجيعة، ويدرك أن الإبادة فعلت فعلها، ولم تنتهِ بعد فصول القتل والدمار والإبادة، بل هي ممتدة في شريعة حكومة التطرف التي ترفض كل محاولات الوسطاء، كما ترفض حتى الآن دعوة الرئيس ترامب، ولو أنها لم تكن بمستوى الجدية التي قالها يوم تعلق الأمر بالحرب بين إسرائيل وإيران. فمتى سيخرج علينا الرئيس ترامب ليوقف الإبادة؟ والكل يدرك أنه الوحيد القادر على وقف هذه الإبادة ووقف عمليات التدمير والقتل، وفرض قراره على نتنياهو وحكومته العنصرية.

إن استمرار الإبادة يعني المزيد من الشهداء والجرحى، والمزيد من الخراب والدمار والجوع، والمزيد من البؤس والقهر.

حتى اليوم يبذل الوسطاء جهودًا مضنية في محاولة التوصل لوقف الحرب، ولكن دون جدوى، كما مقترحات "ويتكوف" التي هي الأخرى لم تحسم الخلافات، ولم تصل إلى اتفاق يرفع الظلم عن الناس في غزة، ويوقف الحرب المسعورة بدمويتها وبشاعتها.

لقد فعلت الإبادة فعلها، هذه الإبادة التي ستظل أبشع حرب وأفظع إبادة يشهدها القرن الحادي والعشرون، فأهوالها تعدت حدود التصور والتوقع، وساعاتها ثقيلة بطول الأشهر والأيام. وقد غابت المؤسسات الدولية عن الحضور، وانتهكت المواثيق الأممية والقوانين الدولية شرّ انتهاك، وأمعن جنود الاحتلال في بربريتهم، واقترفت أيديهم ما لم تقترفه الوحوش، وكانوا أكثر بشاعة من أيّ وصف.

عدم جدية ترامب حتى الآن في إرغام إسرائيل على وقف حربها، وتلكؤه في اتخاذ قرار بوقف فوري للإبادة، هو ما يدفع نتنياهو إلى مواصلة حربه وتصعيد عملياته في غزة والضفة، إلى جانب حرب الاستيطان والتهويد في القدس، وإذا لم يُمارَس ضغط دولي حقيقي وفاعل، فإن هذه الحرب مرشّحة للاستمرار، مع ما يرافقها من تداعيات، وهذا ما يجعل أعضاء حكومة الاحتلال تستغل عدم جدية ترامب، وحالة الصمت الدولي، وتدفع بالمزيد من عمليات القتل والتدمير والخراب.

كأنها حرب بلا نهاية، وجحيم ممتد في كل زاوية وفي كل حي وكل شارع، وهذا حال غزة وقد امتلأت أرضها بالقبور، أما من هم على قيد الحياة فيعيشون الحصار وسط الجوع والعطش والدمار، وتحت قصف الطائرات وجهنم الإبادة.

=========================

عدم جدية ترامب حتى الآن في إرغام إسرائيل على وقف حربها، وتلكؤه في اتخاذ قرار بوقف فوري للإبادة، هو ما يدفع نتنياهو إلى مواصلة حربه وتصعيد عملياته في غزة والضفة، إلى جانب حرب الاستيطان والتهويد في القدس